«مواجهة ساخنة».. اليمن وجيبوتي وجهاً لوجه في تطورات جديدة بالمنطقة

«مواجهة ساخنة».. اليمن وجيبوتي وجهاً لوجه في تطورات جديدة بالمنطقة
«مواجهة ساخنة».. اليمن وجيبوتي وجهاً لوجه في تطورات جديدة بالمنطقة

يعتبر مضيق باب المندب بموقعه الاستراتيجي نقطة وصل بين ضفتي البحر الأحمر الشرقية والغربية، مما يربط اليمن وجيبوتي بروابط تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية لتصل إلى أعماق العلاقات الإنسانية والاجتماعية والثقافية. تتميز العلاقة بين البلدين بالتكامل والتعاون التاريخي، ومع الأزمات التي تمر بها اليمن، برزت جيبوتي كداعم حقيقي وسند إنساني يعبر عن روح الأخوة الجغرافية والإنسانية.

اليمن وجيبوتي: تاريخ من العلاقات الإنسانية العميقة

لطالما شكل البحر الأحمر جسرًا للتواصل بين اليمن وجيبوتي، حيث كانت التجارة والهجرة بين الجانبين عاملين رئيسيين في بناء هذه العلاقة القوية منذ العصور القديمة. فقد اعتمد اليمنيون على جيبوتي كنقطة عبور واستقرار، بينما وجد أبناء جيبوتي في اليمن موطنًا رحبًا يفتح أبوابه للتعايش والتكامل. ورغم تغير الزمن، لا تزال هذه الروابط حاضرة وراسخة، وهذا ما برز بوضوح خلال الأزمة اليمنية الحالية، حيث استقبلت جيبوتي آلاف اليمنيين الفارين من الحرب وقدمت لهم الدعم في مختلف المجالات، سواء في الإيواء أو الخدمات.

جيبوتي.. الحضن الدافئ لليمنيين في ظل الأزمات

أظهرت جيبوتي دورها الريادي في احتضان اليمنيين خلال الأزمات، مقدمة نموذجًا يُقتدى به في الجانب الإنساني. فمنذ اندلاع النزاع في اليمن، تمكن عشرات الآلاف من العثور على مأوى آمن في الأراضي الجيبوتية. ما يميز تجربة اليمنيين هناك هو التعايش المجتمعي الذي تشكل دون شعور بالغربة، حيث اندمجت الأسر اليمنية مع سكان جيبوتي المحليين في حياة يومية مشتركة تقوم على الإخاء والاحترام المتبادل. كما لم تقتصر المساعدة على الإيواء فقط بل شملت التيسير في الحصول على فرص التعليم والعمل ضمن الإمكانات المتاحة.

التعاون الاقتصادي بين اليمن وجيبوتي: مفتاح الاستقرار الإقليمي

تمضي الحكومتان اليمنية والجيبوتية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بما يشمل مشاريع النقل البحري، وتطوير الموانئ، والتبادل التجاري، والاستثمار. بما أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي يجمع البلدين على ملتقى القارات الثلاث، فإن هذه الشراكة ليست مجرد حاجة آنية، لكنها رؤية استراتيجية تُسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي للجميع، وذلك استنادًا إلى تاريخ من التعاون الراسخ والمصالح المتبادلة.

مجالات التعاون أهم الإنجازات
التبادل التجاري زيادة التجارة البينية
النقل البحري تعزيز الملاحة والموانئ
الخدمات الإنسانية إيواء آلاف النازحين

ختامًا، نتوجه بالشكر إلى جيبوتي حكومةً وشعبًا على الدعم اللامحدود لليمنيين، وينبغي على اليمنيين هناك أن يكونوا مثالًا يُحتذى به في الالتزام بالقوانين المحلية، مما يكرس صورة إيجابية عنهم في بلد ضحى بالكثير من أجل استضافتهم. جميعنا أمل في أن تحل الأزمات، ليعيش الجميع في بيئة يسودها السلام والازدهار.