موجة غضب تعم ألمانيا عقب قرار قتل 12 قردًا في حديقة حيوانات.. ما أسباب الحادث؟

حدوث غضب واسع في ألمانيا بعد إعدام 12 قرد بابون في حديقة حيوانات نورمبرغ أثار قرار إعدام 12 قرد بابون في حديقة حيوانات نورمبرغ بجنوب ألمانيا موجة غضب كبيرة وسط المجتمع المحلي وعشاق حقوق الحيوان، حيث بررت إدارة الحديقة هذا القرار بسبب الاكتظاظ الشديد داخل القفص المخصص لهذه الحيوانات. جاء هذا الإجراء الجريء بعد إعلان الإدارة عن نيتها تنفيذ الإعدام في فبراير، رغم الإدراك التام للتأثير السلبي لهذا القرار على الجمهور.

تفاصيل إعدام 12 قرد بابون وأسبابه في حديقة حيوانات نورمبرغ

أوضح مدير الحديقة، داغ إنكي، أن إعدام 12 قرد بابون جاء بناءً على معايير الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية التي تسمح بالقتل لأغراض إدارة الأعداد كملاذ أخير للحفاظ على التوازن داخل المجموعات الحيوانية، خاصةً في ظل ظروف الاكتظاظ التي شهدها القفص المخصص للحيوانات؛ حيث كان يعيش فيه 45 قردًا في مساحة تناسب 25 فقط، ما تسبب في توتر واضطراب بين القرود. وذكر عالم الأحياء يورغ بيكمان أن الإناث الحوامل والحيوانات المستخدمة في الأبحاث العلمية لم تطلها هذه الإجراءات، وتم تنفيذ القتل برمي الرصاص وفقًا لمعايير رعاية الحيوان، مؤكداً أن جثث القرود استخدمت كغذاء لحيوانات مفترسة داخل الحديقة نفسها.

ردود الفعل والاحتجاجات ضد إعدام 12 قرد بابون في ألمانيا

لم يمر قرار إعدام 12 قرد بابون في حديقة نورمبرغ دون ردود فعل غاضبة، ففي اليوم نفسه نظم سبعة نشطاء احتجاجًا داخل الحديقة للاعتراض على قتل الحيوانات، حيث تدخلت الشرطة بسرعة واعتقلت المحتجين دون وقوع أي إصابات أو أضرار. من جانبها، تقدمت منظمتا “برو وايلد لايف” والجمعية الألمانية لقانون رعاية الحيوان بشكوى قانونية ضد إدارة الحديقة، معتبرتين ما حدث اعتداءً على حقوق الحيوان وانتهاكًا صارخًا لمبادئ رعايتها، لا سيما أن هناك مؤسسات أخرى عرضت استضافة قرود البابون، مما يجعل قرار الإعدام غير مبرر على الإطلاق.

مخاطر الاكتظاظ وتأثيره على رفاهية الحيوانات في حدائق الحيوان

تعاني العديد من حدائق الحيوان من تحديات في إدارة أعداد الحيوانات، وفي حالة إعدام 12 قرد بابون في نورمبرغ، يرجع السبب الأساسي إلى الاكتظاظ الحاد الذي يفوق طاقة القفص واستيعابه، حيث تسببت الزيادة بنسبة 80% تقريبا في تأجيج التوتر وتصاعد الصراعات بين الحيوانات، وهو ما دفع الإدارة لاتخاذ هذا القرار الصعب. وتوضح هذه الحالة أهمية التخطيط السليم وتوفير المساحات الملائمة التي تحترم احتياجات الحيوانات في البيئات المحمية، كما تلقي الضوء على الحاجة إلى بدائل إنسانية لإدارة الأعداد والحفاظ على التوازن البيئي في حدائق الحيوان، بعيدًا عن الإجراءات القاسية.