موظف يموت تحت التعذيب وشركة الرعاية تتجاهل الإبلاغ طوال 9 سنوات

أظهر تحقيق تلفزيوني أجرته قناة TV4 في برنامج “Kalla Fakta” الاستقصائي واقعاً مأساوياً داخل وحدات الرعاية النفسية التابعة لشركة Humana في بولناس، حيث تعرض موظفو الرعاية للعنف المتكرر على مدى تسع سنوات دون اتخاذ أي إجراءات قانونية مناسبة من قبل الشركة أو إبلاغ الجهات الحكومية المعنية، مما دفع عائلة أحد الضحايا إلى كشف النقاب عن هذه الانتهاكات.

العنف في وحدة الرعاية النفسية: حقائق صادمة

كشف التحقيق عن تعرض موظفي شركة Humana في وحدات الرعاية النفسية لاعتداءات يومية من النزلاء، ووثقت الرسائل النصية على هاتف موظف الرعاية الراحل ستيف يونسون حوادث العنف المتكررة، حيث أظهرت المحادثات تذمر العاملين من الضغوط النفسية وتجاهل إدارة الشركة للمخاطر، وتحولت هذه الوحدة إلى بيئة غير آمنة بشكل كامل؛ فكان العاملون يشكون من تعرضهم للضرب، فيما أفاد أحدهم في رسالة بأن فوضى عارمة تسود النظام، مع غياب تام للإجراءات الوقائية.

تحقيقات تكشف الإهمال والرضوض الجسيمة

أظهرت أحداث التحقيق أن ستيف يونسون فارق الحياة نتيجة حادث وقع عقب اعتداء أحد المرضى عليه داخل الوحدة، حيث سقط وارتطم رأسه بالأرض، وتبين لاحقاً أنه تحدث بشكل يومي لزوجته عن التوتر المستمر في عمله وإصابات متكررة تعرض لها، من بينها عضات وكسور في نظاراته وتمزق بالأوتار تطلب تدخل جراحي. كما اكتشف أن إدارة الوحدة لم تقدم تقارير حوادث العنف إلى مصلحة بيئة العمل لمدة سنوات، ما يعدّ انتهاكاً صارخاً للقوانين السويدية التي تلزم الجهات المشغلة بالتبليغ الفوري عن مثل هذه الحوادث.

شركة Humana والربحية مقابل سلامة الموظفين

في تصريح لاحق للبرنامج، أقرّ المدير بشركة Humana، توبياس فيدار، بعدم اتباعهم للإجراءات القانونية في التبليغ عن الحوادث، مشيراً إلى أنهم لم يفهموا بشكل كامل أهمية تسجيل هذه الوقائع. وبرغم تحقيق الشركة أرباحاً كبيرة، أشار المدير إلى أن بيئة العمل الجيدة تمثل أساساً لتقديم رعاية فعالة، مؤكداً عدم وجود تعارض بين السعي نحو الربحية وضمان سلامة الموظفين، إلا أن الواقع يكشف أن القوة العاملة واجهت أضراراً جسيمة نتيجة الإهمال.

وعلى ضوء هذه التقارير، أصبحت شركة Humana تحت الأضواء الإعلامية والرقابية، خاصة أن بيئات الرعاية النفسية تتطلب مستويات عالية من المسؤولية للحفاظ على سلامة العاملين والنزلاء. وعلى الرغم من اعتراف الإدارة، يُنتظر تنفيذ حلول جذرية وتحقيقات إضافية لضمان حصول الموظفين على حقوقهم القانونية والعملية.