«موقف قوي».. مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة اليمن واستقرار أراضيه

تؤكد جمهورية مصر العربية على أهمية دعم الوحدة اليمنية وسلامة أراضي اليمن بعزم واضح، حيث جاء هذا الموقف عبر تصريحات وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، خلال حديثه مع وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع محسن الزنداني، في إطار فعاليات الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية في بغداد، ويعكس هذا الالتزام دور مصر المحوري في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.

الموقف المصري الثابت من الوحدة اليمنية

يشدد المسؤولون في مصر باستمرار على ضرورة احترام الوحدة اليمنية وحماية استقلالها والحفاظ على سلامة أراضيها، وهو موقف ينسجم مع مبادئ الأمن القومي العربي والمصالح المشتركة للدول العربية. وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي على دعم مصر الراسخ لمؤسسات الدولة اليمنية والجهود الرامية لإعادة استقرارها، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها استقرار اليمن لتحقيق التوازن الإقليمي في المنطقة، خاصة في محيط البحر الأحمر.

هذا الدعم لا يشمل المجالات السياسية فقط، بل يمتد إلى التعاون في مجالات الإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار، حيث تعمل مصر جنبًا إلى جنب مع المجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة على تحقيق حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، مستندًا إلى مبادرات واضحة ومحددة تلبي طموحات الشعب اليمني وتحافظ على سيادة الدولة.

أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية

إن الحل السياسي للأزمة اليمنية يمثل المحور الأساسي لكل الجهود الدبلوماسية الموجهة نحو البلاد، وجدد وزير الخارجية المصري تأكيده على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الصراعات القائمة بين الأطراف اليمنية المختلفة، مما يحقق الأمن للشعب ويقف حائلًا أمام التدخلات الخارجية. تسعى القاهرة إلى دعم المفاوضات التي تستند إلى المرجعيات المتفق عليها وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كونها السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام للشعب اليمني.

كما تسهم مصر في تسليط الضوء الدولي حول معاناة المواطنين في اليمن، خاصةً في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل البلاد، وتُظهر مواقفها أن الحل السياسي الشامل لا ينفصل عن جهود إعادة الإعمار والاستقرار طويل الأمد.

التعاون المصري والعربي في أزمات إقليمية متعددة

لا تقتصر الجهود المصرية تجاه القضايا العربية على اليمن فقط، إذ تبرز مصر موقفًا داعمًا أيضًا تجاه أزمات إقليمية معقدة مثل أوضاع غزة، وذلك عبر إطلاق مبادرات هامة لدعم الاستقرار. على سبيل المثال، ناقش الدكتور عبدالعاطي مع الوزير الزنداني قضايا متعددة أبرزها تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع الفلسطيني المتدهور، مع التركيز على تفعيل خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار لغزة، وهو ما يعزز التعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والمؤسسات الفاعلة عالميًا.

وفي جميع القضايا الإقليمية، تشمل مقاربة مصر حلولًا شاملة ومستدامة في إطار الصالح العام العربي، مما يضمن المحافظة على استقرار المجتمعات وترسيخ الأمن الجماعي بمنظور شامل.