
تسعى إدارة ترامب من خلال تعديلات جذرية على برنامج أرتميس إلى إعادة صياغة أولويات ناسا لتحقيق أهداف كبرى في مجال استكشاف الفضاء، مع الالتزام بتقليل النفقات وزيادة الكفاءة. تتضمن الخطة المقترحة تخفيض تمويل الأنظمة الحالية والتركيز على الاعتماد على التقنيات التجارية، مما يفتح المجال لتعاون أوسع مع القطاع الخاص، مع تعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في السباق الفضائي.
ميزانية ترامب لناسا: توجه جديد لاستكشاف القمر
تشير التعديلات المقترحة في ميزانية ناسا إلى إجراء تغييرات شاملة في برنامج أرتميس، حيث سيتم تخفيض تمويل أنظمة الاستكشاف البشري القائمة مثل نظام الإطلاق الفضائي (SLS) وكبسولة أوريون بعد رحلتين إضافيتين فقط؛ إذ تشير التقارير أن تكلفة إطلاق SLS الواحدة تصل إلى حوالي 4 مليارات دولار، وهو ما يتطلب استراتيجية جديدة لتحقيق الأهداف الطموحة بفعالية. بموجب الخطة، سيتم إحلال الأنظمة القديمة بتقنيات حديثة وأكثر اقتصادية من شركات فضاء تجارية رائدة مثل “سبيس إكس” التي تطوّر مركبة “ستارشيب”، و”بلو أوريجين” التي تعمل على صاروخ “نيو جلين”.
علاوة على ذلك، تتضمن المقترحات إلغاء المشروع المخصّص لمحطة جيت واي، المقرر بناؤها لتكون قاعدة لدعم عمليات أرتميس في مدار القمر. بدلاً من ذلك، سيتم التركيز على استثمار ميزانية أكثر ذكاءً لزيادة عدد البعثات وتقليل التكاليف، مما يمهّد الطريق لإقامة وجود مستدام على القمر، مع التركيز على عمليات استكشاف موارد القمر لتقليل الاعتماد على الإمدادات الأرضية.
أرتميس 2 و3: محطات ختامية أم بداية تحول؟
في نهاية عام 2022، نجح نظام SLS وكبسولة أوريون في أول رحلة تجريبية خلال مهمة أرتميس 1، مما فتح آفاقًا واسعة لمهمات مأهولة مستقبلية. وفق الخطة المحدثة، سترسل أرتميس 2، المخططة لعام 2026، أربعة رواد فضاء للتحليق حول القمر، بينما ستشهد أرتميس 3 أول هبوط مأهول قرب القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2027. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المهمات يظل مرهونًا بتطبيق التقنيات الجديدة التي تضمن كفاءة أكبر، وسلامة الرواد، والتزام بالمواعيد. التعديلات تشكل تحديًا لإثبات الجدارة للمشاريع المستقبلية، مع تعزيز الابتكار في تكنولوجيا الفضاء، وضمان أن تظل الولايات المتحدة ريادية في مجالات مثل استكشاف المريخ.
تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات الخاصة لبرنامج أرتميس
يهدف النهج الجديد إلى إحداث تحول شامل في طريقة عمل برامج الفضاء من خلال تعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص. على سبيل المثال، تشير التعديلات إلى إمكانية زيادة عدد بعثات الاستكشاف مع تقليل التكاليف عبر تقنيات متطورة مثل المركبات متعددة الاستعمال. كما تساعد الشركات الكبرى كـ “سبيس إكس” و”بلو أوريجين” في تقديم حلول بديلة أكثر استدامة لتحقيق أهداف ناسا.
تساعد هذه الاستراتيجية في تركيز الجهود على تطوير الابتكار بأدنى تكلفة مع تعزيز التنافس في استكشاف المريخ مستقبلاً. بالرغم من التحديات، فإن هذه التعديلات يمكن أن تجعل برنامج أرتميس نموذجًا يُحتذى به عالميًا، لتوسيع آفاق استكشاف الكون بشكل فعّال واقتصادي، مما يُرسخ التفوق الفضائي الأمريكي.