«ميلاد نجم».. كيف تحول شاعر الأجيال أحمد فؤاد نجم إلى أيقونة ثورية؟

ولد أحمد فؤاد نجم في 22 مايو عام 1929 في كفر أبو نجم بمحافظة الشرقية في مصر، ونشأ في بيئة فقيرة شكلت وعيه الاجتماعي والسياسي. عاش طفولة صعبة بعد فقدانه لوالده، حيث قضى سنوات من طفولته في ملجأ أيتام، مما جعله يدرك مبكرًا معاناة البسطاء. بدأ من رحم هذه الصعاب في تشكيل موهبته الشعرية التي أصبحت لاحقًا صوت المظلومين والكادحين.

أحمد فؤاد نجم: شاعر الشعب المتمرد

عرف أحمد فؤاد نجم بلقب “شاعر الشعب”، حيث لم يكن مجرد شاعر مهتم بالنزعات الأدبية النخبوية، بل كان صوتًا حقيقيًا للمواطن البسيط. وظّف العامية المصرية بأسلوب فريد عبر عن آلام وأحلام المصريين من مختلف الطبقات الاجتماعية. كانت قصائده أداة نضال ضد القهر والظلم، وحمل رسائل سياسية واجتماعية بروح جريئة ومتمردة، وهو ما جعل أعماله تتصدر المشهد الثقافي لسنوات طويلة، نذكر من بين قصائده البارزة “جيفارا مات” و”شيد قصورك”، التي ما زالت تُعتبر من رموز المقاومة.

السجن شريك مسيرة أحمد فؤاد نجم

لم تكن رحلة أحمد فؤاد نجم سهلة، بل كانت مليئة بالصدامات مع الأنظمة السياسية التي كبتت حرية التعبير. تعرض للاعتقال أكثر من مرة في عهد كل من الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات، وكان السبب هو استخدام كلماته كأداة قوية ضد الاستبداد. على الرغم من ذلك، ظلت كلماته تتحدى المحرمات؛ إذ لم يسمح لنفسه بالتراجع أو التنازل، مما أكسبه احترام الجماهير بوصفه شاعرًا ينتمي للقضية الإنسانية بصدق.

الشراكة الفريدة بين أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام

كان اللقاء بين أحمد فؤاد نجم والمطرب الكفيف الشيخ إمام في الستينيات نقطة فاصلة في تاريخ الأغنية الثورية المصرية. أصبحت كلمات نجم أداة تخترق الحواجز الاجتماعية والسياسية، وصاغ الشيخ إمام ألحانًا تليق بخطورتها وثوريتها. قدما معًا أغاني أصبحت شعارات للمقاومة ليس فقط في مصر بل في العالم العربي، مثل “حاحا” و”إذا الشمس غرقت”. يمكن القول إن هذا التعاون ساهم بتسجيل حقبة كاملة من النضال المشترك ضد الهيمنة والتهميش.

ختامًا، أحمد فؤاد نجم لم يكن مجرد شاعر، بل أيقونة فنية واجتماعية ذات صدى عالمي. حُفرت كلماته في أذهان وعقول الملايين ممن نادوا يومًا بالعدل والحرية، ليبقى إرثه شاهدًا على قوة الكلمة عندما تتحول إلى سلاح في وجه الظلم.