«ميليشيا الحوثي» تعرقل عمل مئات العمال من أبناء تهامة وتشعل استياء واسع

«ميليشيا الحوثي» تعرقل عمل مئات العمال من أبناء تهامة وتشعل استياء واسع
«ميليشيا الحوثي» تعرقل عمل مئات العمال من أبناء تهامة وتشعل استياء واسع

تشهد محافظة صعدة، التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، إجراءات تعسفية جديدة تستهدف مئات العمال البسطاء من أبناء منطقة تهامة، فقد منعتهم الجماعة من ممارسة أعمالهم البسيطة التي تعد مصدر الدخل الوحيد لهم، مثل بيع الأيسكريم، وجمع العلب البلاستيكية والخردة، مما تسبب في أزمة إنسانية جديدة وسط زيادة معاناتهم الاقتصادية الصعبة التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

السياسات التعسفية لميليشيا الحوثي ضد أبناء تهامة

تواصل ميليشيا الحوثي تنفيذ سياسات قمعية تستهدف العمال الفقراء من أبناء تهامة، حيث أكدت مصادر محلية مطلعة أن الجماعة قامت بحملات مكثفة خلال الأيام الماضية، اعتقلت خلالها عددًا من هؤلاء العمال وأجبرت بعضهم على مغادرة محافظة صعدة بشكل مفاجئ، دون أي مبررات قانونية مقنعة، تحت ذرائع أمنية واهية لا ترتبط بطبيعة الأعمال السلمية التي يقومون بها، وأشارت التقارير إلى أن هذه الإجراءات تستهدف بالأساس العمالة غير المؤهلة التي تعتمد على هذه الأنشطة البسيطة كمصدر وحيد لإعالة أسرها؛ ما زاد من حجم التفاوت الاجتماعي والانهيار الاقتصادي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

التمييز المناطقي وتأثيره على أبناء تهامة

يرى مراقبون أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى التضييق الاقتصادي والاجتماعي على أبناء تهامة، الذين يعانون منذ سنوات طويلة من التمييز المناطقي والقيود المشددة على حرية التنقل والعمل، هذا التمييز يحدّ من مشاركتهم في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، كما يدفع الكثيرين منهم إلى النزوح نحو مناطق أخرى بحثًا عن فرص عمل، وفي ظل هذا القمع المتزايد، ترتفع أصوات المنظمات الحقوقية المحلية والدولية للمطالبة بوقف التمييز الطائفي المناطقي الذي تفرضه ميليشيا الحوثي، وحثّ المجتمع الدولي للتدخل للحد من تفاقم الأزمات الإنسانية في اليمن.

الأزمة الإنسانية تزداد سوءًا في اليمن

تتزامن هذه الانتهاكات مع تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اليمنيون منذ اندلاع الحرب على مدار السنوات الثماني الماضية، فبحسب تقارير الجهات الدولية، يعتمد ملايين السكان في اليمن على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم اليومية، فضلًا عن تردّي الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم؛ الأمر الذي جعل اليمن يحتل مرتبة متقدّمة ضمن الدول الأكثر تضرّرًا من الأزمات الإنسانية، وفي ظل هذه الأوضاع، فإن ممارسات الحوثيين تضيف عبئًا إضافيًا على الأسر الفقيرة التي تكافح من أجل البقاء.

العنوان القيمة
نسبة الفقر في اليمن 75%
الأسر المتضررة من البطالة 6.5 مليون أسرة

تجدر الإشارة إلى أن الحل لهذه الانتهاكات يبدأ من معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وعلى رأسها الصراع المسلح، مع ضرورة تكاتف الجهود الدولية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني؛ عبر تعزيز المساعدات ودفع الأطراف المتنازعة نحو طاولة الحوار، حتى يُمكن وضع حدّ لهذه السياسات التي تزيد من معاناة الفئات الضعيفة في المجتمع.