«نداء عاجل» الإغاثة الطبية في غزة لماذا يحتاج ١٥ ألف مريض للإجلاء الآن

الإغاثة الطبية في غزة تواجه أزمة حقيقية تتعلق بحاجات المرضى للإجلاء الطبي العاجل بسبب العمليات الجراحية المعقدة التي لا يُمكن إجراؤها داخل القطاع، إذ تبلغ أعداد المرضى الذين يسعون للخروج ما يقارب 15 ألفاً، لكن المنع الإسرائيلي يعقد هذه المسألة ويزيد من معاناة المرضى بشكل يومي. الوضع الراهن يعكس تحديات متراكمة تؤثر بشكل مباشر على القطاع الصحي والجوانب الإنسانية.

تحديات الإغاثة الطبية في غزة وتأثير الحصار على المرضى

الإغاثة الطبية في غزة أصبحت شبه مشلولة بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي لإنجاز عمليات الإجلاء الطبي التي يحتاجها المرضى بشكل عاجل، إذ يؤثر الحصار المفروض على دخول المواد الأساسية مثل الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، مما يشكل ضغطاً على المستشفيات التي تعاني نقصاً حاداً في الكوادر الطبية والتجهيزات. الأمر لا يتوقف عند ذلك فحسب، بل يمتد إلى ندرة وحدات الدم التي يحتاجها قطاع غزة بشكل دائم، حيث لا يتم جمع إلا جزء بسيط من الكمية المطلوبة نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها السكان، ويزداد الأمر سوءاً مع تكرار استهداف الطواقم والمرافق الصحية مما يزيد من تعقيد مهمة الإغاثة الطبية.

كيف تؤثر قلة الوقود على الإغاثة الطبية في غزة؟

انقطاع الوقود في غزة يعد من العوامل الرئيسية التي تحد من فاعلية الإغاثة الطبية، فالوقود الموجود بالكاد يكفي ليوم عمل واحد في المستشفيات، ما يدفع بإدارة المنشآت الصحية إلى تقليص الخدمات الطبية وتقسيمها حسب توفر الوقود، حيث تتوقف أعمال مثل غسيل الكلى وتؤجل العمليات الجراحية ويتعطل عمل المختبرات. هذه المعاناة تجبر الكوادر الطبية على اتخاذ قرارات صعبة في أوقات حرجة، مما يزيد من الأضرار التي تلحق بالمرضى، خاصة الحالات الحرجة التي تحتاج إلى رعاية مستمرة وإجراءات طبية دقيقة.

خطوات ضرورية يجب توافرها لتحسين الإغاثة الطبية في غزة

لتحسين الوضع الحالي للإغاثة الطبية في غزة، هناك مجموعة من الشروط والخطوات يجب الالتزام بها، وتظهر القائمة التالية أهم هذه البنود التي تساعد على إنقاذ الأرواح وتحسين الخدمات:

• فتح معابر الإجلاء الطبي بشكل عاجل للسماح بعبور الحالات الحرجة إلى المستشفيات المتخصصة خارج القطاع
• تزويد المستشفيات بكميات كافية من الوقود لضمان استمرارية كافة الخدمات الطبية الأساسية
• زيادة تدفق الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة التشخيصية الضرورية
• توفير وحدات دم بشكل مستمر عبر حملات تبرع منظمة داخل غزة وخارجها
• حماية الطواقم والمرافق الصحية من الاستهداف المباشر لضمان استمرار العمل دون مخاطر
• دعم الطواقم الطبية بالتدريب والتخصص لاستيعاب حالات الطوارئ المختلفة

لتوضيح أهمية الوقود والأدوية وتأثيرهما على الخدمات الصحية، يمكن مقارنة كمية الاحتياج اليومي مع المتوفر في الجدول أدناه:

مع تعقيد الأوضاع وتزايد أعداد المرضى الذين يحتاجون للإجلاء الطبي العاجل، تتشابك صعوبات الإغاثة الطبية مع الحرب الحادة على القطاع الصحي. هذه المعضلات تجعل القطاع صحي في غزة في وضع دقيق جداً، حيث لم تعد المستشفيات قادرة على تقديم الخدمات الحيوية يومياً بالشكل المطلوب، والعملية الطبية نفسها تحتاج إلى مساعدة عاجلة من المجتمع الدولي لتخفيف الأزمة التي يواجهها المرضى والمنظومة الصحية في الوقت نفسه.