«نمو مذهل» قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي يسجل زيادة سنوية 61%

يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي نمواً متسارعاً يعكس تحول الإمارة إلى مركز عالمي للابتكار والتطوير التقني، حيث بلغ عدد شركات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي 673 شركة، مسجلةً زيادة سنوية بنسبة 61% بين يونيو 2023 ويونيو 2024، ما يدل على توسع ملحوظ في هذا المجال الحيوي.

أبوظبي كأسرع مركز نمو في مجال الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تشير البيانات إلى أن أبوظبي تُعد الأسرع نمواً في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تحتضن بيئة أعمال متقدمة قائمة على الابتكار والبحث العلمي، وتتصدر المشهد محلياً وعالمياً. يظهر ذلك جلياً في ارتفاع أعداد الشركات المتخصصة التي تتركز أنشطتها حول الابتكار والبحث والاستشارات، حيث يُعد أكثر من 58% منها مكرساً لهذه المجالات. كما سجل النصف الأول من عام 2024 تأسيس 150 شركة جديدة في هذا القطاع، بدعم من استثمارات استراتيجية وبنية تحتية متطورة تلبي متطلبات القطاعات الحيوية في الإمارة.

المنظومة المتكاملة لتعزيز الذكاء الاصطناعي في أبوظبي

تسعى أبوظبي لترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتبني الذكاء الاصطناعي عبر منظومة مؤسسات وهيئات متخصصة تعمل بتناغم، منها مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة المسؤول عن صياغة السياسات والاستراتيجيات، بالإضافة إلى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، معهد الابتكار التكنولوجي، ومركز “AI71” للحلول التطبيقية. كما تبرز في هذه المنظومة مجموعة Hub71 ومنظومة التكنولوجيا العالمية، وشركة سبيس 42 لتكنولوجيا الفضاء، بالإضافة إلى مجموعة جي 42 للتكنولوجيا، ما يعكس التكامل بين جهود الحكومة وقطاع الأعمال لبناء اقتصاد معرفي قائم على التقنيات المستقبلية.

دور غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في دعم وتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي

تلعب غرفة تجارة وصناعة أبوظبي دوراً محورياً في دعم منظومة الذكاء الاصطناعي، حيث تبنت خارطة طريق استراتيجية للفترة 2025–2028 تركز على تعزيز سهولة ممارسة الأعمال وتطوير السياسات الداعمة، بالإضافة إلى تعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص. ويؤكد شامس علي خلفان الظاهري، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، أن النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي يتجاوز الأرقام ليُجسّد مجتمعاً نابضاً يضم نخبة من رواد الأعمال والعلماء، مع تنامي الأنشطة المرتكزة على البحث العلمي والحلول المؤسسية، مما يجعل من أبوظبي بيئة فريدة لإطلاق المبادرات التكنولوجية الطموحة.

تشكل مجموعة العمل المعنية بدعم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا جسراً للتعاون بين قادة القطاع، حيث تسهم هذه الجمعيات في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، فضلًا عن منح الإمارة ميزة تنافسية ودفعها نحو العالمية في مجال الابتكار والمشاريع التكنولوجية الحديثة. يعكس هذا التنسيق المتكامل بين الجهات المختلفة قوة الشراكة والتكامل الذي يربط بين البحث العلمي والصناعة، مما يسهل توسيع فرص الاستثمار وجذب المواهب العالمية.

لا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي في أبوظبي على زيادة عدد الشركات فحسب، بل يتعداه إلى بناء مجتمع نابض بالتعاون المستمر بين الحكومة والقطاع الخاص، مزوداً رؤى مبتكرة وحلول متطورة تلبي متطلبات العصر، ضمن بيئة بيئية عصرية تحتضن التكنولوجيا والابتكار من القلب.