هبوط حاد في مفاوضات الرسوم يهدد مستقبل صناعة الذهب في سويسرا.. ماذا ينتظر القطاع؟

بعد فشل المفاوضات بين سويسرا والولايات المتحدة بشأن تخفيض الرسوم الجمركية، تزايدت التساؤلات حول مستقبل صناعة الذهب في سويسرا ودورها الاقتصادي الحيوي، حيث أن هذه الصناعة تمثل شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا في البلاد. فرضت الولايات المتحدة رسوماً بلغت 39% على وارداتها من الذهب السويسري، ما أثار توترات كبيرة وقلقًا عميقًا بين مختلف الأطراف المعنية في القطاع.

تأثير الرسوم الجمركية على مستقبل صناعة الذهب في سويسرا

أعلنت واشنطن فرض رسوم غير مسبوقة على سبائك الذهب المستوردة من سويسرا، وهو قرار جاء في سياق سياسات تهدف إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي، مما أثار جدلاً واسعًا. ورغم غياب مناجم الذهب داخل سويسرا، إلا أن مصافي الذهب في البلاد تصدر سبائك بقيمة تقارب 61.5 مليار دولار سنويًا إلى الأسواق الأمريكية، متقدمة بذلك على صادرات قطاعات أخرى مثل الأدوية. هذه الأرقام تؤكد مدى اعتماد الاقتصاد السويسري على صناعة الذهب، وهو ما دفع بعض السياسيين لتحميل هذا القطاع جزءًا من المسؤولية عن تعثر المحادثات التجارية الأخيرة وتأزم العلاقات الاقتصادية.

الاقتراحات البرلمانية لاحتواء تأثير أزمة الذهب السويسرية الأمريكية

في مواجهة هذه الأزمة، تعالت الأصوات داخل البرلمان السويسري داعية إلى إجراء تغييرات جوهرية على القطاع، حيث اقترح النائب هانز بيتر بورتمن فرض ضرائب أو رسوم إضافية على صناعة الذهب لامتصاص أثر الخسائر الاقتصادية. كما دعا إلى إمكانية إعادة شحن الذهب إلى دول المنشأ مثل المملكة المتحدة أو البرازيل، بهدف تحميل هذه الدول المسؤولية عن تصدير الذهب إلى السوق الأمريكية. هذه الخطوة تعكس محاولات التصدي لأثر الرسوم الأمريكية المرتفعة، مع ضرورة موازنة مصالح الصناعة والحفاظ على المكانة الاقتصادية لسويسرا.

ديناميكية تجارة الذهب بين سويسرا والأسواق العالمية وتأثير الرسوم على الأسعار

تُعتبر صناعة الذهب في سويسرا تخصصًا عالميًا مميزًا، حيث تتبع نمطًا تجاريًا ثلاثيًا بين لندن ونيويورك مرورًا بمصافي سويسرا لإعادة تشكيل السبائك بأحجام تناسب الأسواق المختلفة، مما يعكس أهمية دور هذا القطاع كواجهة اقتصادية للبلاد. في هذا السياق، أكد جيمس إيميت، الرئيس التنفيذي لمصفاة MKS Pamp، أن عمليات التكرير وإعادة التشكيل توفر فرص عمل وتعزز مكانة الجودة السويسرية. ومع ترقب السوق لموقف الولايات المتحدة حيال الرسوم، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا حيث وصلت أوقية الذهب إلى 3491 دولارًا بزيادة 37 دولارًا، فيما ارتفع السعر الفوري للأوقية إلى 3397 دولارًا، ما يعكس تقلبات الأسعار المتأثرة بالتطورات الجمركية.