«هبوط كبير» يهز أسعار الذهب.. الجنيه يسجل تراجعًا ملحوظًا اليوم

«هبوط كبير» يهز أسعار الذهب.. الجنيه يسجل تراجعًا ملحوظًا اليوم
«هبوط كبير» يهز أسعار الذهب.. الجنيه يسجل تراجعًا ملحوظًا اليوم

تراجعت أسعار الذهب مؤخرًا بشكل ملحوظ سواء على الصعيد العالمي أو المحلي، ويُعزى ذلك إلى تغييرات في السياسات المالية العالمية مثل توقيع اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، مما أدى إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن، في الوقت ذاته عززت القرارات النقدية للفيدرالي الأمريكي قوة الدولار، مما خلق ضغطًا إضافيًا على السوق وأدى إلى تراجع أسعار هذا المعدن الثمين.

أسعار الذهب عالميًا وتأثير الاتفاقيات الاقتصادية

تراجعت أسعار الذهب عالميًا نتيجة عدة عوامل اقتصادية، أبرزها تثبيت البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة حيث أدى ذلك إلى تعزيز الدولار الأمريكي أمام العملات العالمية، مما جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين. ومن جهة أخرى، ساهمت التوترات الناتجة عن الاتفاقيات التجارية بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا في تغيير المشهد الاقتصادي، فصار الدولار هو الوجهة الأكثر أمانًا للاستثمار على عكس الذهب، الذي يرتفع عادة عند تصاعد المخاوف الاقتصادية العالمية.

وصلت أسعار الأوقية عالميًا إلى حوالي 3308 دولارات وفق آخر التحديثات؛ مع ذلك فإن التغيرات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية العالمية تظل المحرك الأكبر لهذه التحركات السعرية. الاستثمار في الذهب منذ القدم يعتبر مؤشرًا لمدى الثقة الاقتصادية، إذ ترتفع أسعاره عند الأزمات وتراجع الأنظمة المالية، ولذا فإن التحركات السياسية والمالية تُلقي بظلالها مؤخرًا على الأداء العام للمعادن الثمينة.

تحليل أسعار الذهب في مصر وتأثير السوق المحلي

على الصعيد المحلي، تأثرت أسعار الذهب في السوق المصرية بتزامن انخفاض قيمته عالميًا مع تغيرات سعر صرف الجنيه أمام الدولار. بلغ سعر الذهب عيار 21، الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا في مصر، حوالى 4720 جنيهًا للجرام، بتراجع قدره 100 جنيه مقارنة بالأيام السابقة، أما عيار 24 فقد بلغ سعره تقريبًا 5394 جنيهًا، بينما استقر عيار 18 عند حوالي 4046 جنيهًا.

يجب الانتباه إلى أن المصنعية في السوق المصري تؤثر أيضًا على التكلفة النهائية للذهب، إذ تتراوح قيمتها عادة بين 3% و8% اعتمادًا على المنطقة أو المتجر، في حين سجل سعر الجنيه الذهب نحو 37,760 جنيهًا. يتضح من تحليلات الخبراء أن الذهب لا يزال يُعد وسيلة مميزة للتحوط ضد التضخم في ظل الانخفاض المستمر للعملات المحلية والقوة الشرائية.

لماذا يستمر الذهب كخيار استثماري آمن؟

يُبرز الذهب كملاذ آمن لكونه قادرًا على الاحتفاظ بقيمته في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية. وفقًا للخبراء، يعتبر الذهب مستودعًا حقيقيًا للقوة الشرائية، خاصةً وأنه لا يتأثر بذات القدر بتقلبات أسواق الأسهم أو العملات. أوضح شريف سامي، الخبير الاقتصادي، أن الاستثمار في الذهب يمنح الأفراد فرصة تنويع محافظهم المالية وتقليل المخاطر، خاصةً في بيئات مالية مضطربة.

تشمل الخيارات المتاحة للاستثمار في هذا القطاع شراء السبائك الذهبية أو الاستثمار في صناديق المؤشرات المرتبطة بالذهب. يُعد توزيع الاستثمارات بين الذهب والأصول الأخرى خطوة حكيمة، فالتقلبات المستمرة للعملات التقليدية تجبر الأفراد على اللجوء إلى خيارات مالية أكثر استقرارًا لضمان الحفاظ على مدخراتهم بعيدًا عن تأثيرات التضخم والتراجع في السوق.