هبوط مؤقت أم انطلاقة قوية لأسعار الذهب؟ تعرف على توجه السوق الآن

تبدو حركة الذهب مستقرة رغم استمرار تقلب العوائد وسط اضطرابات الاحتياطي الفيدرالي وضعف البيانات الأمريكية الأخيرة، ما يجعل التداول على الذهب فرصة تتطلب الانتباه لتفاصيل السوق الدقيقة وعوامل الحفز المحتملة.

تأثير استقالة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على تحركات الذهب

شهدت الأسواق اضطرابات واضحة مع الاستقالة المبكرة لمحافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوجلر، المقرر بقاؤها حتى يناير لكنها انسحبت مبكرًا؛ هذا إلى جانب إقالة رئيس مكتب الإحصاء المركزي الأمريكي وسط اتهامات بالتدخل السياسي، مما ألقى ظلالًا من عدم اليقين على توجهات السوق. انعكاس هذا على الذهب ظهر في تراجع بسيط بعد ارتفاع يوم الجمعة ودعم مستمر نتيجة تذبذب تعافي الدولار الأمريكي والعوائد، خاصة مع تداول الأسهم الأوروبية بمزيد من الثبات وسط تضرر السوق من تقرير الوظائف الأمريكي الضعيف.
تمسّك الذهب بمستوى قريب من 3,335 دولارًا دعمًا مؤقتًا، فيما يحتاج الدببة إلى كسر هذا المستوى للضغط على الأسعار نحو الانخفاض؛ أما الثيران فيحاولون تخطي المقاومة عند 3,385 و3,400 دولار لمواصلة الزخم الصعودي.

الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تحركات السوق والاتفاقيات التجارية

لا تزال مرونة الذهب لافتة في ظل الاستقرار النسبي للأسواق بعد اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رغم فرض رسوم جمركية مرتفعة على بعض الدول مثل سويسرا، الأمر الذي يثير قلق المستثمرين من أن تعريفة التجارة تعيق النمو الاقتصادي العالمي. مع تجنب حرب تجارية كبرى، يبقى تأثير ذلك على الطلب على الذهب كملاذ آمن محل ترقب مستمر.
إلا أن الارتفاع الكبير الذي سجله الذهب خلال الفصول الماضية، والذي تخطى مستويات قياسية، مما يؤدي إلى حاجته إلى محفز جديد يدفعه إلى قفزات سعرية تفوق 3,500 دولار، فرصة لم تتحقق بشكل كافٍ مع تقرير الوظائف الأخير الذي تسبب بزيادة مؤقتة في الطلب.

التحليل الفني للذهب: إشارات الانعكاس والاتجاهات المتوقعة

تظهر الرسوم البيانية اليومية للذهب كسر مستويات مقاومة مهمة بعد الارتفاع الكبير يوم الجمعة، حيث تجاوز المعدن المتوسط المتحرك الأسي لـ21 يومًا، مما أضعف السيطرة الهبوطية على المدى القصير. يحتاج المتداولون المتجهون نحو البيع إلى استمرار هبوط الأسعار دون 3,300 دولار لاستعادة زمام المبادرة.
على المدى الطويل، تبدو الرسوم الشهرية أكثر تحفّظًا؛ فشموع الدوجي المتكررة تدل على تردد بين المشترين والبائعين عند المستويات المرتفعة الحالية، إضافة إلى وصول مؤشر القوة النسبية إلى ما فوق 85، مما يسلط الضوء على ذروة الشراء التي عادةً ما تسبق فترات استقرار أو تصحيحات سعرية.
إلى حين ظهور حد واضح لاتجاه الذهب، تظل الأسعار في منطقة تماسك صحية بعد ارتفاعات متتالية، مع استمرار توقع اختبار هذه المستويات وتأثير عوامل السوق الكلية.

تستمر حركة الذهب في مواجهة تحديات محفزات الاقتصاد الكلي مع غياب بيانات قوية مهيمنة، ما يجعل المتداولين يراقبون عن كثب اتجاهات الاحتياطي الفيدرالي وسلوك الدولار الأمريكي لتحديد فرص التداول المقبلة. يبقى الذهب متماسكًا بفضل رؤوس الأموال التي تبحث عن أمان وسط تقلبات الأسواق، إلا أن مسار السعر يعتمد بشكل رئيسي على قدرة الثيران على تجاوز مستويات المقاومة الحاسمة، أو نجاح الدببة في فرض سيطرتهم بالكسر نحو الأسفل.
هذا الوضع المعقد يعكس الطبيعة المتجددة للذهب كأداة تحوطية تتفاعل بشكل مباشر مع المتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، مما يحفز المتداولين على استباق التحركات المستقبلية بعناية قبل اتخاذ قرارات التداول الحاسمة.