هبوط محلي وصعود عالمي.. ما الذي يجري في أسواق الفضة؟

هبوط محلي وصعود عالمي.. ما الذي يجري في أسواق الفضة؟
هبوط محلي وصعود عالمي.. ما الذي يجري في أسواق الفضة؟

تشهد أسواق الفضة العالمية والمحلية أداءً متباينًا بين تراجع ملحوظ داخل الأسواق المحلية وارتفاع على المستوى العالمي، وقد انعكس هذا التباين على أسعار الفضة التي تأثرت بتقلبات عدة عوامل أبرزها التوترات الاقتصادية والجيوسياسية وارتفاع الطلب الصناعي، مما يجعل الفضة عنصراً جاذباً للمستثمرين وبديلاً قوياً كملاذ آمن في أسواق المعادن الثمينة المتغيرة.

أسعار الفضة

شهدت أسعار الفضة المحلية انخفاضاً ملفتاً خلال شهر مايو 2025، حيث تراجع سعر جرام الفضة عيار 800 من 48 جنيهًا إلى 46.50 جنيه، مسجلًا انخفاضًا قدره 1.50 جنيه، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بقيمة 0.51 دولار من 32.45 إلى 32.96 دولار، ولا يزال هذا التغير يعكس تباين الأسواق المحلية والعالمية، كما شهد الأسبوع الأخير من الشهر انخفاضاً بسيطاً على المستوى المحلي بقيمة 0.75 جنيه، بينما استمرت الأوقية عالميًا في الارتفاع مدفوعة بازدياد الطلب.

على صعيد العيارات الأخرى، سجلت الفضة عيار 999 سعر 58 جنيهًا، فيما بلغ عيار 925 نحو 53.50 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الفضة المصنوع من عيار 925 عند قيمة 426 جنيهًا، ويبدو جلياً أن الفضة تتأثر بالعوامل الصناعية وأسعار الأسواق الدولية بدرجة كبيرة.

الطلب الصناعي وأثر التوترات الجيوسياسية

واصلت الفضة عالميًا تحقيق مكاسب سنوية قوية بلغت نحو 14% منذ بداية 2025، حيث لعب الطلب الصناعي المتزايد دوراً محورياً في دعم هذه الأسعار، خاصة مع الحاجة إلى الفضة في صناعات مثل الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة والإلكترونيات والقطاع الطبي، كما دفعت التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة كالفضة.

فيما سجلت أسعار الفضة العالمية أعلى مستويات لها منذ أربع سنوات، متجاوزة حاجز 34 دولارًا للأوقية في مايو الماضي، وقد أظهرت تقارير Silver Institute أن سوق الفضة يعاني من عجز للعام الخامس على التوالي، مع توقعات بنمو الطلب الصناعي بنسبة 3% ليصل إلى أكثر من 700 مليون أوقية خلال هذا العام.

الفجوة بين الذهب والفضة

رغم ارتفاع أسعار الذهب في الفترة ذاتها، فإن الفضة لم تحقق نفس النسبة من الصعود، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين المعدنين حيث بلغ معدل الذهب إلى الفضة نحو 100:1، وقد أكّد بعض المحللين أن هذا المعدل المرتفع يجعل الفضة مقومة بأقل من قيمتها العادلة، مما يفتح الباب أمامها كفرصة استثمارية واعدة.

بالمقابل، تواجه الفضة تحديات تتمثل في تراجع الاقتصاد الصيني وقوة الدولار الأمريكي التي قوضت من أرباح الفضة مقارنة بالذهب، وهذا الأمر يزيد من التأثير على الطلب الصناعي الخاص بها، ومع ذلك؛ فإن توقعات ثبات أو انخفاض أسعار الفائدة قد تخلق المزيد من الفرص لتقلبات إيجابية في أسواق الفضة العالمية.

توقعات أسعار الفضة

تُشير التقديرات إلى أن أسعار الفضة ستتراوح بين 28 و43.5 دولارًا للأوقية خلال عام 2025، كما يُتوقع أن يصل متوسط السعر إلى نحو 32.86 دولار، مع استمرار دعم الأسعار نتيجة الطلب المتزايد من القطاعات الصناعية، ومن المحتمل أن يساهم الحديث عن تخفيف السياسات النقدية العالمية في تعزيز استخدام الفضة كجزء أساسي من بدائل الأسواق الآمنة وعائدات الاستثمار المستقبلية.