«هبوط مستمر» النفط يواصل الهبوط مع ترقب قمة أمريكية روسية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

واصل سوق النفط العالمي تسجيل التراجع في الأسعار مع ترقب المستثمرين للقمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا، وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤثر على السوق بشكل مباشر. جاء هذا التراجع نتيجة عوامل متعددة منها زيادة الإنتاج وتوتر الأوضاع في أوكرانيا، ما زاد من حالة عدم الاستقرار في سوق النفط العالمي.

أسباب خسائر النفط المستمرة وتأثير قمة أمريكا وروسيا

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا خلال الجلسات الخمس الماضية، حيث سجل خام برنت لتسليم أكتوبر تراجعًا بنحو 0.50 دولار للبرميل، بما يعادل 0.8% ليصل إلى مستوى قريب من 66 دولارًا، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط لتسليم سبتمبر بمقدار 0.60 دولار أو 0.81% إلى حوالي 63 دولارًا للبرميل، وهو أدنى سعر له منذ يونيو الماضي؛ ويتزامن ذلك مع توقعات بأن يتوصل الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي لاتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، ما قد يرفع القيود عن صادرات النفط الروسي ويفتح الباب أمام زيادة الإمدادات في الأسواق.

كيف تؤثر التوترات الجيوسياسية والاقتصادية على أسعار النفط العالمية

ارتفعت المخاوف على خلفية توتر العلاقات بين الدول الكبرى، خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي عن قمة مرتقبة مع الرئيس الروسي في منتصف أغسطس، حيث يُنتظر أن تكون هذه القمة حاسمة في تحديد مصير الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى احتمال فرض عقوبات على الدول المستوردة للنفط الروسي، منها حث الهند على تقليل مشترياتها؛ هذه المتغيرات تشكل ضغطًا مزدوجًا على سوق النفط، فهي تزيد من المخاوف المتعلقة بالإمدادات وتضع ضغوطًا على الأسعار المتقلبة.

دور التضخم والسياسات الاقتصادية الأمريكية في تحريك أسعار النفط

تتجه الأنظار إلى بيانات التضخم التي ستصدر عن الولايات المتحدة، حيث يعتبرها المحللون عاملًا رئيسيًا لتحرك أسعار النفط خلال هذه الفترة، إذ قد يؤدي انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين إلى تسريع تخفيضات الفائدة الأمريكية، ما يعزز الطلب على الخام ويدفع الأسعار إلى الصعود؛ أما في حال ارتفاع التضخم بشكل مفاجئ، فإن ذلك قد يزيد من مخاوف الركود التضخمي، ما يضعف الطلب ويضغط على الأسعار، ويأتي ذلك في ظل تحركات كندية وأوروبية للحد من إيرادات النفط الروسي من خلال خفض سقف سعر النفط الخام الذي ينقل بحراً.

• في الأسبوع الماضي، أنهت أسعار النفط خسائرها الأسبوعية مع تراجع تجاوز 5% لكل من خامي برنت وغرب تكساس.
• الترقب يتركز حول قمة ترامب وبوتين في ألاسكا في 15 أغسطس لبحث إنهاء الصراع في أوكرانيا.
• البيانات التضخمية الأمريكية ستحدد اتجاهات السياسة النقدية ومستوى الطلب على النفط.
• خفض سقف سعر النفط الروسي من قبل كندا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا يزيد من ضغوط السوق.

تظل أسعار النفط مرهونة بالتطورات العالمية المتسارعة، حيث تتشابك عوامل السياسة والجغرافيا الاقتصادية في تحديد اتجاهاتها، ويزداد الغموض مع اقتراب القمة الأمريكية الروسية والانتظار لبيانات التضخم الأمريكي، وهو ما يجعل من متابعة هذه المؤشرات ضرورة حتمية لفهم مسار أسعار النفط في المستقبل القريب.