هبوط مفاجئ في أسعار الدواجن.. ما الأسباب والتوقعات القادمة؟

شهدت أسعار الدواجن تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية نتيجة انخفاض الطلب في الأسواق المحلية، مما أثّر على حركة البيع والشراء بشكل مباشر بحيث تخضع الأسعار لتغيرات مستمرة ومتباينة حسب عوامل مختلفة تؤثر في الإنتاج والتوزيع. يأتي هذا التراجع في ظل توجهات حكومية ودراسات اقتصادية تهدف لتحقيق توازن بين العرض والطلب، مع الحفاظ على استقرار الأسعار لصالح المستهلك.

العوامل المؤثرة في تراجع أسعار الدواجن خلال الفترة الماضية

تراجع أسعار الدواجن جاء نتيجة مجموعة من الأسباب المتشابكة التي أثرت على سوق الدواجن، أهمها توفر مدخلات الإنتاج بأسعار مناسبة، مثل الأعلاف والكتكوت، لاسيما بعد الانخفاض الكبير لسعر الدولار الذي ساعد على خفض تكاليف الإنتاج، الأمر الذي انعكس مباشرة على الأسعار في السوق. فضلًا عن ذلك، يلعب انخفاض الطلب دورًا رئيسيًا منذ انتهاء عيد الأضحى، إذ تقل رغبة المواطنين في شراء الدواجن الطازجة مقارنة بفترة العيد. تجدر الإشارة إلى أن محال بيع الطيور الحية، التي لا تلتزم بالأسعار الرسمية، تعيق استشعار المستهلك لهذا الانخفاض، حيث تعمل غالبًا دون تراخيص منذ 2009، ما يضيف بعدًا آخر لتعقيد السوق وعدم استقراره.

خطوات تفعيل القانون الخاص بالسوق وتأثيره على أسعار الدواجن

تم خلال الفترة الماضية مناقشة تفعيل القانون الخاص بالدواجن لسنة 2009 مع وزارة الزراعة، والذي يُلزم بتحويل محال بيع الطيور الحية إلى محال بيع الطيور المجمدة، وهو ما يساهم في زيادة المعروض من الدواجن المجمدة في الأسواق المحلية. هذا الإجراء يعزز من وجود مخزون استراتيجي طويل الأمد في الثلاجات، تمتد صلاحية تخزينه إلى سنة كاملة، مما يدعم تثبيت الأسعار بشكل مستدام. علاوة على ذلك، يشجع القانون المستثمرين على تطوير إنشاء الثلاجات وغرف التجميد، وبالتالي خلق شبكة توزيع أكثر كفاءة على مستوى المحافظات، ما يؤدي إلى تقليل التفاوت في الأسعار وضمان توفر المادة بأسعار مناسبة.

مستويات وأسعار الدواجن والكتكوت في الأسواق المحلية اليوم

تراوح سعر كيلو الدواجن اليوم في المزرعة عند نحو 63 جنيهًا، بينما يصل سعره في الأسواق المحلية إلى 73 جنيهًا بعد احتساب تكلفة النقل، أما الدواجن الساسو فقد سجلت أسعارًا وصلت إلى 103 جنيهات في المزرعة و113 جنيهًا في السوق بعد إضافة النقل. في ذات السياق، بلغ سعر الكتكوت الأبيض ما بين 12 و14 جنيهًا، فيما اقترب سعر كتكوت الساسو من 12 جنيهًا، ما يعكس استقرار نسبي في أسعار مكونات الإنتاج التي تساهم في تحديد سعر الدواجن النهائية. ويُعد هذا التوازن في الأسعار مؤشرًا على استقرار نسبي في السوق رغم التحديات التي تحيط بالسوق المحلية.

تُعد الدواجن المبردة والمجمدة خيارًا آمنًا للمستهلك المصري، حيث أعادت الدولة بناء مخزون استراتيجي يكفي لتلبية احتياج السوق مع توفر فائض بنسبة 15%، ما يضمن ثبات الأسعار ومنع حدوث أي ارتفاعات مستقبلية. بالرغم من ذلك، يجب مراقبة السوق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تحديات قد تطرأ، مع التركيز على ضبط الجودة، وهو ما تبرز من خلال الحملات الأمنية التي ضبطت كميات كبيرة من دواجن غير صالحة للاستهلاك في سوهاج والعبور، وأدت إلى غلق منشآت مخالفة. هذا الجهد يدعم استقرار الأسعار ويزيد من ثقة المستهلك تجاه سوق الدواجن المحلي، ويحافظ على الصحة العامة في آنٍ واحد.