«هبوط مفاجئ» في أسعار الذهب بمصر.. تراجع عالمي يهز عيار 21

شهدت أسعار الذهب في مصر هبوطاً حاداً خلال الأيام الماضية، حيث سجلت أكبر انخفاض يومي لها خلال أكثر من شهر، بفقدان سعر الجرام نحو 400 جنيه في نهاية تعاملات يوم الاثنين. يأتي هذا التراجع متأثراً بالانخفاض العالمي في أسعار الذهب بنسبة 3%، بالتزامن مع تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي أتاح فرص شراء جديدة للمعدن النفيس.

انخفاض كبير في أسعار الذهب عالمياً يؤثر على السوق المصرية

مع إعلان الولايات المتحدة والصين عن هدنة تجارية مؤقتة وتخفيض التعريفات الجمركية بشدة، تأثرت الأسواق المالية العالمية بشكل ملحوظ. انخفضت الرسوم الجمركية الأمريكية والصينية المتبادلة، مما أشعل حركة إيجابية في البورصات العالمية. ساعد تقليل التوترات التجارية أيضاً في تعزيز الشهية للاستثمارات الخطرة كالأسهم، مما انعكس على أسعار الذهب بالتراجع، حيث هبط سعر الذهب العالمي بأكثر من 2.7% خلال يوم واحد، ما أدى إلى استجابة سريعة في السوق المصرية بتسجيل انخفاض بالغ في سعر الجرام يتراوح بين 200 و400 جنيه، مما يطرح فرصة جديدة للشراء بأسعار تنافسية.

فقد تراجعت أسعار الذهب في البورصة العالمية نتيجة الضغط الناتج عن تحسن التجارة العالمية، إلا أن المؤشرات تتوقع تعافياً تدريجياً مع استمرار الطلب على الذهب كاستثمار آمن خصوصاً في أوقات القلق الاقتصادي أو الاضطرابات السياسية، وهو ما يجعل المستثمرين يراقبون الوضع العالمي بحذر.

ارتفاع نسبي في الأسعار بعد موجة تذبذب حادة

بعد تراجع الأسعار بشكل حاد، شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً نسبياً في أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الثلاثاء. ساهمت عمليات شراء انتقائي في رفع سعر الذهب بنحو 1.5% ليصل إلى 3,259.84 دولاراً للأوقية في التعاملات الفورية. من ناحية أخرى، انعكس هذا الانتعاش الطفيف على السوق المصرية أيضاً، حيث تحركت أسعار الذهب المحلية بما يتماشى مع السوق العالمية، وسط توقعات باستمرار هذا التعافي.

وتعد تلك التقلبات انعكاساً للتأثير المباشر للقرارات الاقتصادية العالمية وتقلب أسعار العملات، حيث أن زيادة الطلب على الاستثمار بالذهب تزداد مع انخفاض ملاذات أخرى كالدولار أو الأسهم في ظل الغموض الاقتصادي. العامل الإضافي الذي يساهم في تعافي الأسعار هو تحليلات السوق التي تشير إلى خفض الفائدة الأمريكية، ما يوفر دعمًا إضافياً لسعر الذهب في الفترة المقبلة.

توقعات باستمرار التقلبات في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة

على الرغم من الارتفاع الأخير، يتوقع المحللون استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب عالمياً خلال الفترة القادمة، خاصة مع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي. كما تشير التوقعات إلى نطاق تداول محتمل ما بين 3,150 و3,350 دولاراً للأوقية. مع ذلك، فإن أي تصعيد جديد في التوترات الجيوسياسية أو الاقتصادية قد يدفع الذهب مرة أخرى نحو مستويات قياسية.

لذا تبقى العلاقة بين أسعار الذهب العالمية وسعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري العامل الأكثر تأثيراً على حركة الأسعار محلياً. مع استمرار التقلبات، يصبح الذهب خياراً يحتاج إلى مراقبة دقيقة لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.