هبوط مفاجئ في أسعار الذهب قبل إعلان بيانات الوظائف الأمريكية اليوم – كم التأثير المتوقع؟

ارتفع اليورو بالسوق الأوروبية، متماسكًا في تعافيه قبيل صدور بيانات التضخم الرئيسية لشهر يوليو، وسط ترقب السوق لأدلة جديدة حول احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية أو تثبيتها خلال الأشهر القادمة، مما يؤثر بشكل مباشر على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.

تعافي اليورو مقابل الدولار وسط ترقب بيانات التضخم الأوروبية

ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار الأمريكي بنسبة طفيفة بلغت 0.15% إلى مستوى 1.1429 دولار، بعدما انخفضت إلى أدنى مستوى في شهرين عند 1.1405 دولار بسبب عمليات البيع المكثفة في جلسات سابقة؛ مع استمرار الشراء عند المستويات المنخفضة، استعاد اليورو جزءًا من قيمة فقدها خلال الفترة الأخيرة. وكان اليورو قد أنهى تعاملات يوم الخميس مرتفعًا بنسبة 0.1% مقابل الدولار في أول مكسب يومي خلال ستة أيام، ضمن محاولة من السوق للتعافي من أدنى مستوياته. يأتي ذلك قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في أوروبا لشهر يوليو، التي يتوقع أن تشير إلى تراجع التضخم السنوي إلى 1.9% مقابل 2.0% في يونيو، مع ثبات القيمة الأساسية عند 2.3%، مما قد يؤثر على توجهات البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة.

تأثيرات الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على سعر صرف اليورو

رغم تحسن اليورو مؤخرًا، إلا أن العملة الأوروبية تواجه تهديدًا جديًا بخسائر أسبوعية كبيرة، قد تكون الأكبر منذ عام 2022، نتيجة التصعيد الحاد من فرنسا وألمانيا تجاه اتفاقية التجارة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. الاتفاق، الذي أعلن عنه خلال اجتماع في اسكتلندا، تضمن فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 15% على عدة واردات أوروبية اعتبارًا من بداية أغسطس، تشمل السيارات والأدوية وأشباه الموصلات؛ في المقابل، تم استثناء سلع أمريكية محددة من الرسوم الجمركية الأوروبية ضمن إطار “من دون مقابل”، مثل أجزاء الطائرات وبعض المنتجات الزراعية. كما أبقى الاتفاق على رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 50% على الصلب والألمنيوم، مع حديث عن إمكانية استبدالها بنظام حصص لاحقًا. إضافة إلى ذلك، التزم الاتحاد الأوروبي بضخ استثمارات تصل إلى 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال فترة ولاية ترامب الثانية، مع التزام بشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة تتجاوز 750 مليار دولار خلال ثلاث سنوات. هذه التطورات أثارت انتقادات حادة من قِبل فرنسا وألمانيا، حيث اعتبرت فرنسا الاتفاق “يومًا أسود لأوروبا”، فيما حذر المستشار الألماني من أضرار اقتصادية كبيرة قد تلحق باقتصاد بلاده جراء الرسوم الجمركية.

سعر صرف اليورو وأسعار الفائدة الأوروبية: التحديات والآفاق المستقبلية

على صعيد السياسة النقدية، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الرئيسية ثابتة الأسبوع الماضي عند 2.15%، بعد سبع خفضات متتالية منذ أكتوبر 2022، مفضلًا التريث في ظل الغموض حول العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. وأكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، أن الوضع الاقتصادي لأوروبا يظل مرنًا بالرغم من الضبابية، مع الإشارة إلى أن المركزي الأوروبي في وضع انتظار حتى تتضح الصورة أكثر. أغلبية أعضاء البنك ترجح الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع سبتمبر المقبل، بالرغم من بيانات التضخم الألمانية التي جاءت أعلى من التوقعات في يوليو، مما قد يعيد ضغط التضخم إلى صانعي السياسة النقدية. تسعير السوق لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية بنسبة أقل من 30%، بينما يبقى المستثمرون يراقبون بيانات التضخم لتحديد مسار السياسة النقدية المقبلة. على مدار تعاملات الأسبوع، انخفض اليورو بنحو 2.65% مقابل الدولار، في طريقه لتسجيل ثالث خسارة أسبوعية خلال شهر، وتعتبر هذه الخسائر الأكبر منذ سبتمبر 2022.