هدنة في قطاع غزة تفتح الطريق لدخول المساعدات الإنسانية.. كيف ستؤثر على أزمة الجوع؟

الهدنة في قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية يشكلان انفراجة مهمة في أزمة الجوع التي تعصف بالإقليم، حيث بدأت، اليوم الأحد، شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية بالتحرك عبر معبر كرم أبوسالم جنوب مدينة رفح، تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة وتخفيف معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء.

تفاصيل الهدنة في قطاع غزة وتأثيرها على دخول المساعدات الإنسانية

أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن بدء «هدنة تكتيكية» محلية في النشاط العسكري في قطاع غزة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، اعتبارًا من اليوم الأحد، بهدف إتاحة المجال لإنجاز مهام المساعدات الإنسانية والإغاثية، مع استثناء مناطق نشاط الجيش مثل المواصي ودير البلح ومدينة غزة حيث ستطبق التهدئة بشكل يومي حتى إشعار آخر؛ وكان هذا القرار نتاج تنسيق موسع مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإرساء طرق آمنة ومستدامة لدخول المواد الإغاثية. وتجدر الإشارة إلى أن الهدنة تترافق مع توفير طرق آمنة مخصصة يوميًا من السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء، مما يسهل تسليمها وتوزيعها على السكان بجميع مناطق قطاع غزة ويوفر أملًا لكثير من المحتاجين.

دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح ودور الشاحنات في تخفيف الأزمة

بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية بالإقلاع من الجانب المصري عبر معبر رفح نحو قطاع غزة، حيث تداولت وسائل الإعلام صورًا تظهر صفًا طويلًا من الشاحنات المكشوفة المحملة بالطرود الإغاثية؛ مما يشكل خطوة حاسمة لكسر مظاهر الأزمة الغذائية. تشير القنوات الإعلامية المصرية إلى أن هذه الحملة تعد أولى محطات الانفراج بعد أسابيع من الحصار والتدهور الإنساني، حيث تحركت الشاحنات لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان. ويأتي هذا التطور في ظل تحذيرات متكررة من برنامج الغذاء العالمي الذي أكد أن حوالي ثلث سكان غزة عالقون دون طعام لأيام متتالية، مؤكدًا أن سوء التغذية آخذ في التفاقم، خاصة بين النساء والأطفال الذين يمثلون الشريحة الأشد هشاشة في المجتمع، مع وجود 90 ألف حالة تحتاج إلى علاج عاجل.

آثار الهدنة الإنسانية على أزمة الجوع في قطاع غزة ومعاناة الأطفال

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، أن أكثر من مئة شخص، غالبية كبيرة منهم أطفال، فقدوا حياتهم جوعًا، وسط صور مروعة توثق معاناة الأطفال من سوء التغذية الحاد في القطاع؛ تعكس هذه الأوضاع الإنسانية المؤلمة واقع الأزمة التي يتوجب تصعيد الدعم الدولي والعالمي من أجل تخفيفها. تعزيز دخول المساعدات الإنسانية خلال الهدنة يوفر فرصة غير مسبوقة للمنظمات الإنسانية لتقديم العلاج الغذائي والدوائي، مع أهمية استمرار هذا المسار وضمان استمرارية التهدئة لتفادي تدهور الحالة. وفيما يلي جدول يوضح مواعيد الهدنة وطرق مرور المساعدات:

• تنسيق الهدنة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
• فتح طرق آمنة لنقل الغذاء والدواء
• استهداف المناطق الأقل نشاطًا عسكريًا داخل القطاع

تفتح هذه الهدنة المجال لرجوع الحياة تدريجيًا ولو بشكل محدود، مع استمرار انتهاج الحلول الإنسانية الجادة التي تعتمد على تعاون المجتمع الدولي، مما يساعد في الحد من أزمة الجوع التي ضربت قطاع غزة، ويمنح الأمل للكثيرين ممن يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، خاصة الأطفال الذين هم الأكثر تأثرًا في ظل هذا الواقع الصعب.