هل تواجه الدول العربية خطر موجات تسونامي في المحيط الهادئ؟ تعرف على تقييم خبراء المخاطر

في يوم الأربعاء الفجر، تسبب زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر شرق روسيا باندلاع موجات تسونامي عبر المحيط الهادئ، مما أثار قلقًا عالميًا، خاصة بعد تسجيل هزات ارتدادية قوية وصلت إلى 6.9 درجة، وتأثير هذه الموجات البحریة على مناطق مثل اليابان وهاواي. السؤال الأهم يدور حول مدى خطر تسونامي المحيط الهادئ على الدول العربية، فنحن نسعى لفهم حقيقة هذا الخطر وفق آراء الخبراء.

تحليل تأثير تسونامي المحيط الهادئ ومدى امتداده إلى الدول العربية

أوضح خبراء الزلازل أن تسونامي المحيط الهادئ ناتج عن زلازل بحرية عميقة وقوية، كما حدث بالزلزال الأخير في “الحزام الناري” شرق روسيا الذي قوته تجاوزت 8.8 درجة، مما أدى إلى موجات مد عالٍ وصلت إلى عدة دول على المحيط الهادئ. ومع ذلك، يشير الدكتور محمد عز العرب من الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر إلى بعد الزلزال وتحرك موجات التسونامي عن المنطقة العربية، مما يضعف فرص انتقال هذا الخطر إلى الساحل العربي. كما أوضح أن موجات تسونامي المحيط الهادئ قد تبطئ عند الاقتراب من السواحل، لكنها لا تمتد بموجاتها بشكل يؤثر على المسافة الكبيرة التي تفصل بين المحيط الهادئ والدول العربية.

الاستعدادات والتدابير الوقائية لمواجهة خطر تسونامي المحيط الهادئ في العالم العربي

رغم استبعاد وجود خطر مباشر من تسونامي المحيط الهادئ على الدول العربية، إلا أن الخبراء يؤكدون ضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية استعدادًا لأي أحداث مشابهة في المستقبل، حيث أشار الدكتور طه رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية إلى أهمية تحديث محطات الرصد الزلزالي والبحري في المنطقة. كما يدعو الخبراء إلى تطبيق الكود الزلزالي في تصميم المباني، وتعزيز التوعية المجتمعية بخطط الإخلاء والإيواء في حالات الطوارئ. هذه الخطوات تعزز الجهوزية على الرغم من ضعف احتمالية وصول تسونامي المحيط الهادئ إلى الساحل العربي.

مقارنة بين تسونامي المحيط الهادئ وحوادث التسونامي السابقة وتأثيرها على الدول العربية

تُعد حادثة زلزال اليابان عام 2011 مثالا واضحًا لقوة تسونامي المحيط الهادئ؛ إذ نتج عنه موجات مد ارتفعت لأكثر من 40 مترًا مخلفة دمارًا واسعًا. بالمقارنة مع زلزال روسيا الأخير، فإن موجات التسونامي التي نتجت أقل ارتفاعًا، وانتشرت في مناطق محصورة بالمحيط الهادئ. لهذا السبب، يتم استبعاد أي تأثير مباشر على الدول العربية، التي لا تطل على هضبة المحيط الهادئ وإنما على البحر الأحمر والبحر المتوسط والخليج العربي. وتتطلب طبيعة هذه المواقع متابعة مستمرة للرصد المحلي للزلازل والتسونامي لضمان سلامة المجتمعات.

الدولة امتداد التسونامي المتوقع المخاطر المحتملة
اليابان مباشر على الساحل الشرقي مرتفع بسبب القرب من مصدر الزلزال
هاواي مباشر في وسط المحيط الهادئ متوسط بسبب تأثير الموجات
دول عربية بعيد جدًا عن مصدر التسونامي معدوم أو ضعيف جداً

يبقى أن موجات تسونامي المحيط الهادئ قد تستمر لساعات أو أكثر، مع تأثيرات تتفاوت حسب قرب السواحل ومناخها البحري، لكن هذا لا يشمل الدول العربية بحسب تقديرات المختصين. في المقابل، سلطت هذه الحوادث الضوء على أهمية تحديث آليات الإنذار المبكر، وتعزيز الجاهزية الكاملة في كل الدول الساحلية لضمان مواجهة الكوارث الطبيعية بأقل خسائر ممكنة.