هل تُلغى صلاة الجمعة إذا صادف يوم العيد يوم الجمعة؟ إليك الجواب بوضوح

صلاة العيد يوم الجمعة هل تسقط صلاة الجمعة؟ هذا السؤال يثير جدلاً واسعًا بين المسلمين خاصة عند اجتماع صلاة عيد الأضحى مع صلاة الجمعة في نفس اليوم، حيث تتفاوت الآراء الفقهية بين العلماء حول جواز ترك صلاة الجمعة لمن صلى العيد، ومدى صحة سقوطها. استند العلماء ودار الإفتاء المصرية إلى أدلة متعددة في موقفهم، مع إقرارهم بأن المسألة محل خلاف فقهي قديم، ومع ذلك توجد رخصة في بعض الحالات مع ضرورة الحذر ومراعاة عدم إثارة الخلاف.

الخلاف الفقهي حول صلاة العيد يوم الجمعة هل تسقط صلاة الجمعة؟

ينقسم الفقهاء في مسألة صلاة العيد يوم الجمعة هل تسقط صلاة الجمعة إلى رأيين أساسيين، حيث يرى مذهب الجمهور الذي يتبناه الحنفية والمالكية والشافعية أن صلاة الجمعة لا تسقط بحضور صلاة العيد، فهي فرض عين على كل مسلم مستوفٍ للشروط، وصلاة العيد في هذه الحالة تُعتبر سنة مؤكدة أو فرض كفاية لا يؤثران على الفرض. ويستدلون بآية من القرآن الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، كما يستندون إلى السنة النبوية التي بينت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد والجمعة في ذات اليوم دون إلغاء إحدى الصلوات.

على الجانب الآخر، يرى مذهب الحنابلة أن صلاة العيد يوم الجمعة هل تسقط صلاة الجمعة؟ يجوز لمن صلى العيد أن يترك الجمعة ويكتفي بأداء صلاة الظهر، استنادًا إلى حديث رواه أبو داود وأحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ»، مما يُفهم أن هناك رخصة خاصة لمن يصلي العيد، خصوصًا الذين يجدون مشقة في حضور الجمعة مرة أخرى بسبب بعد المسافة أو المرض.

توضيح دار الإفتاء المصرية حول صلاة العيد يوم الجمعة هل تسقط صلاة الجمعة؟

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الأصل هو أداء صلاة الجمعة بعد صلاة العيد للمستطيع، مؤكدة أن من يريد أن يتبع مذهب الحنابلة ويرخص بترك الجمعة بعد صلاة العيد، يجوز له أن يصلي الظهر بدلاً عنها أربع ركعات. وأكدت أن الاختلاف في هذا الأمر قديم وواضح بين العلماء، ولا ينبغي الإنكار على من يختار أحد الأراء، كما نبهت إلى ضعف القول بسقوط صلاة الجمعة والظهر معًا بصلاة العيد، لأن الصلوات الخمس فروض لا تسقط بإجماع الأمة. هذا الموقف يأتي تأكيدًا لأهمية المحافظة على فروض الصلاة وعدم التهاون بها.

الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، شرح بدقة أن ترك الجمعة لا يعني إسقاط فرض الظهر، فالصلاة التي هي فرض على كل مسلم لا يمكن أن تُهمل إلا في حالة الحيض أو النفاس للنساء فقط، وذكر أن من صلى العيد يوم الجمعة يستطيع اتباع مذهب الحنابلة ويرخص بترك الجمعة مع أداء الظهر، بينما من يرغب في التورع والاحتياط يُصلي الجمعة مع الجماعة، مؤكدًا أن القول بسقوط الاثنين معًا بدين ولا يصح شرعًا.

حكم صلاة الجمعة على الإمام والخطيب ونصائح للمسلمين

أكدت دار الإفتاء، عن طريق الشيخ أحمد وسام، أن الإمام والخطيب ملزمان بأداء صلاة الجمعة وعدم تركها حتى لو تزامنت مع أول أيام العيد، إذ أن المسألة مقتصرة على الأفراد الذين صلى العيد، وهذا لحكم الفريضة وكونها فرضًا على الجماعة، ويجب عدم التهاون بها. وفي إطار المحافظة على وحدة الصف والعبادة بعيدا عن الخلافات، يُنصح المسلمون بعدة أمور هامة:

• الحرص على أداء صلاة العيد في المصليات أو الساحات المعدة لها لتقوية الروح الجماعية.
• احترام اختلاف الآراء وعدم الإنكار على من يتبع مذهبا مختلفًا؛ فالأمر خلافي ولا يخالف الأصول الشرعية.
• الابتعاد عن إثارة الفتن أو الخلافات الدينية خاصة في أيام العيد، لتركيز الفرح والعبادة في هذه الأيام المباركة.

من المفضل للمسلم الحريص على استقامة دينه أن يؤدي كلتا الصلاتين إذا أمكن، خاصة إذا كان قريبًا من المسجد، لتجنب الوقوع في موقع الخلاف. أما الرخصة في جواز ترك صلاة الجمعة لمن صلى العيد، فتبيّن الاحترام للاختلاف الفقهي مع الالتزام بأداء الفروض، مع التأكيد على ضرورة عدم القول بسقوط صلاة الظهر مع الجمعة لأنها من الصلوات الخمس التي لا يبطلها أي تطور أو رخصة إلا وفق حالات شرعية ثابتة كالحيض والنفاس فقط. بهذه النظرة المتزنة يظل المسلم على يقين بأن عبادته تامة ومتوافقة مع الفقهاء وصحيح الشريعة.