هل خسارة الهلال لمصعب الجوير ستكون الندم الأكبر لهذا الموسم؟

اقترب مصعب الجوير، لاعب وسط الهلال السعودي، من مغادرة صفوف الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد بعد أن خرج من خطط المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، مما أثار تساؤلات حول هل يندم الهلال على التفريط في مصعب الجوير بهذه الصفقة المالية التي تمت قبل نهاية عقد اللاعب بسنة واحدة.

تفاصيل بيع مصعب الجوير وتأثيرها على مستقبل الهلال

حسب ما كشفت صحيفة الرياضية، فقد توصل الهلال لاتفاق مع القادسية لبيع خدمات مصعب الجوير مقابل مبلغ 57.5 مليون ريال سعودي، تمثل 50 مليون ريال صافياً بعد خصم الضرائب، بالإضافة إلى نسبة 25% من عائد إعادة بيع اللاعب مستقبلاً، علاوة على تنازل الجوير عن 6 ملايين ريال مستحقاته القديمة لدى النادي، منها مقدم عقد ومكافآت مالية. هذا العرض اعتُبر أقل من التوقعات، خاصة أن الجوير يعد لاعباً دولياً شاباً ما زال في بداية مسيرته المهنية وينضج داخل الملاعب السعودية، الأمر الذي كان يدعو جمهور الهلال للإصرار على تجديد عقده أو المطالبة بمقابل مالي أكبر.

لماذا يثير رحيل مصعب الجوير قلق جماهير الهلال؟

يمتلك مصعب الجوير إمكانات مميزة تجعله عنصراً أساسياً في خط وسط المنتخب السعودي، وهو ما برهن عليه بعد مشاركته في 19 مباراة دولية وسجل خلالها 6 أهداف، كما أن تجربته مع الهلال تضمنت 40 مباراة سجل خلالها 5 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، إلى جانب تاريخه مع نادي الشباب معاراً حيث شارك في 48 مباراة وسجل 7 أهداف وصنع 13 تمريرة. وما يزيد من حسرة جمهور الهلال هو الأداء اللافت الذي أظهره الجوير أمام الفريق الأزرق خلال مواجهاتهما، خاصة وأنه تمكن من تسجيل هدف وصنع حضور بارز، مما يطرح تساؤلاً حول مدى حكمة التخلي عنه في ظل هذه المؤهلات.

التحديات التي تواجه الهلال بعد رحيل الجوير وتأثير القادسية المتصاعد

على الرغم من الأداء المميز الذي ظهر به الهلال في كأس العالم للأندية، تبقى كرة القدم مليئة بالتقلبات، حيث إن رحيل لاعب موهوب في وسط الملعب كالجوير قد يعرض الفريق لخطر تراجع النتائج مع ضغوط المشاركات الكثيرة التي ستلاحق الهلال خلال الموسم، إذ يحتاج الفريق إلى تعزيز صفوفه بعناصر قادرة على سد الفراغ في خط الوسط وتحمل المسؤولية. من جهة أخرى، يشكل تقدم نادي القادسية وتدعيمه بصفقات قوية، أبرزها ضم ماتيو ريتيغي هداف الدوري الإيطالي، تهديداً مباشراً للهلال في المنافسة على الألقاب. إذ إن تتويج القادسية بلقب محلي أو تفوقه على الهلال في الترتيب سيكون نقطة ضغط كبيرة على إدارة الزعيم ويدفعها لتحمل تبعات قرار التفريط في أحد أبرز لاعبيه.

يطرح قرار الهلال بيع مصعب الجوير أسئلة حول قيمة الصفقة ومستقبل خط الوسط في الفريق، فبينما حقق النادي إيرادات مالية فورية، تبقى القيمة الفنية للاعب وموهبته الشابة سبباً رئيسياً يدفع لتقييم قرار التفريط به من جديد، وبات من الواضح أن التحديات القادمة ستكون أكبر مع تصاعد قوة المنافسين الذين لا يقل طموحهم عن طموحات الهلال، وهذا يجعل إدارة الفريق أمام اختبار حقيقي للحفاظ على مكانتها وتحقيق تطلعات الجماهير في موسم أكثر تنافسية.