هل فيتامين ب يشكل أملًا جديدًا في مكافحة الخرف والزهايمر؟

فيتامين ب ودوره في الوقاية من ألزهايمر والخرف يمثل محور بحث حيوي مع تزايد أعداد المصابين بهذه الأمراض المعقدة، خصوصًا لدى كبار السن؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أن شخصًا من كل مئة بين سن 65 و69 يعاني من الخرف، ويتصاعد هذا الرقم إلى واحد من كل ستة بعد تجاوز الثمانين؛ مما يعكس الأثر الواضح لألزهايمر الذي يظهر بتراكم البروتينات غير الطبيعية والتشابكات الليفية العصبية التي تهاجم الخلايا الدماغية

أهمية فيتامين ب في الوقاية من ألزهايمر والخرف

أبحاث فيتامين ب في الوقاية من ألزهايمر والخرف تتجه نحو إبراز دوره في خفض مستويات الهوموسيستين، الحمض الأميني الذي يرفع من خطر الإصابة بالخرف عن طريق تلف الأوعية الدموية؛ إذ يلعب الهوموسيستين دورًا خفيًا في انكماش حجم الدماغ وزيادة تراكم التشابكات الليفية العصبية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم مرض ألزهايمر؛ ما جعل الباحثين يسلطون الضوء على فيتامين ب، وخصوصًا فيتامين ب12 وحمض الفوليك، كعناصر حيوية تحول الهوموسيستين إلى مركبات آمنة للمخ

دور فيتامين ب والعناصر الغذائية في خفض خطر الخرف وألزهايمر

فيتامين ب12 وحمض الفوليك هما المفتاحان الرئيسيان لتحويل الهوموسيستين؛ فمع نقصهما يرتفع مستوى الهوموسيستين بشكل صامت يخاطر بصحة الدماغ، وهو ما أكدته تجربة VITACOG التي تابعت تأثير مكملات فيتامين ب لدى من يعانون من ارتفاع هذا الحمض الأميني؛ حيث ساعدت المكملات على إبطاء تقلص مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة وأعراض ألزهايمر، مما يوحي بأن التوازن الغذائي لفيتامين ب يمكن أن يكون خطوة هامة نحو الوقاية من الخرف وتراجع القدرات المعرفية مع التقدم في العمر

التشخيص المبكر والوقاية الشاملة باستخدام فيتامين ب

الوقاية من ألزهايمر والخرف عبر فيتامين ب ليست مجرد تناول مكملات؛ بل تبدأ بتشخيص مبكر دقيق يشمل الفحوص الجينية وقياس مستويات الهوموسيستين، إلى جانب مؤشرات حيوية أخرى ما زالت قيد الدراسة؛ إذ يشدد خبراء الأعصاب على أهمية تطوير نمط حياة صحي وتعزيز التعليم والحد من الإصابات الدماغية؛ إذ تُعتبر هذه العوامل مجتمعة، ضمن خطوات وقائية تساعد على التخفيف من عبء المرض. الأبحاث تدعو إلى تجارب موسعة تركز على الفئات ذات المستويات المرتفعة من الهوموسيستين بغية استكشاف الفاعلية الحقيقية لفيتامين ب في التأخير أو التخفيف من تطور ألزهايمر والخرف

  • تحويل الهوموسيستين لمركبات غير ضارة بفيتامين ب12 وحمض الفوليك
  • مراقبة مستويات الهوموسيستين كعلامة مبكرة للخرف
  • تقييم مكملات فيتامين ب في تجارب سريرية متخصصة مثل VITACOG
  • تحسين أنماط الحياة للتقليل من عوامل الخطر البيئية
الفئة العمرية نسبة المصابين بالخرف
65 – 69 سنة 1 من كل 100
أكثر من 80 سنة 1 من كل 6

بالرغم من الجدل حول فاعلية استخدام مكملات فيتامين ب لدى عموم مرضى ألزهايمر، فإن التركيز على المرضى ذوي المستويات المرتفعة من الهوموسيستين قد يكشف أهمية هذه المكملات كجزء من استراتيجية وقائية متعددة الجوانب؛ إذ إن الدراسات التلويّة التي شملت فئات مختلطة لم تميز بين مستويات الهوموسيستين، وبالتالي لم تقدم نتائج حاسمة. يبقى فهم العلاقة بين فيتامين ب ومستويات الهوموسيستين خطوة متقدمة نحو تبني نهج متكامل لمقاومة الخرف وألزهايمر، والذي يتطلب مزيدًا من البحث والتجارب المنظمة والموثوقة.