هل يرفع البروتين القيمة الغذائية للطعام دائماً؟ تعرف على الحقيقة الآن

البروتين ضرورة غذائية لا غنى عنها في النظام الصحي، لكن هل تعني إضافة البروتين إلى الطعام زيادة حقيقية في قيمته الغذائية؟ انتشار المنتجات المعلنة بأنها “غنية بالبروتين” من ألواح الشوكولاتة إلى المشروبات المختلفة يثير التساؤلات عن مدى فائدتها الفعلية، إذ قد يخدع المستهلكون ظاهرة “تأثير الهالة” التي تجعلهم يظنون أن كل منتج يحتوي على البروتين صحي، رغم احتوائه في كثير من الأحيان على سكريات وكربوهيدرات مضيفة تُخفي القيمة الغذائية الحقيقية.

الحاجة الحقيقية للبروتين في الطعام الغني بالبروتين وأهم الاعتبارات

تختلف الحاجة الحقيقية للبروتين عن المبالغة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالتوصيات الرسمية تشير إلى تناول حوالي 0.75 غرام بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، فيما تشير بعض الدراسات الحديثة إلى ضرورة زيادة الكمية إلى ما بين 1.2 و1.6 غرام حسب الحالة الصحية والعمر، خاصة في حالات كبار السن والرياضيين والأشخاص في مرحلة التعافي للحفاظ على الكتلة العضلية. أما المطالبات باستهلاك 3 غرامات لكل كيلوغرام فهي تخالف الأدلة العلمية المعتمدة. فعلى الرغم من أن البروتين ضروري، إلا أن معظم الناس لا تحتاج إلى الكميات المبالغ فيها المنتشرة بين بعض المؤثرين.

جودة البروتين في الطعام الغني بالبروتين وأثرها مقابل الكمية فقط

ليست كمية البروتين وحدها التي ترفع القيمة الغذائية للطعام الغني بالبروتين، بل ترتبط الفائدة الحقيقية بجودة مصدر البروتين، إذ يُفضل توزيع الكمية اليومية على وجبات تتراوح بين 20 إلى 30 غرامًا من مصادر متنوعة مثل البيض، الحليب، المكسرات، البقوليات، والحبوب الكاملة. أما المنتجات المعززة بالبروتين التي تروّج كاختصارات سريعة فقد تكون ملائمة أحيانًا، لكنها لا يجب أن تحل محل الوجبات الغذائية المتكاملة. فالجودة ترفع من القيمة الغذائية أكثر من مجرد إضافة بروتين مجهول المصدر أو مضاف بكميات غير محسوبة.

التوازن الغذائي في الطعام الغني بالبروتين وتأثير الأطعمة فائقة المعالجة

تسويق الأطعمة الغنية بالبروتين الذي يعتمد على المنتجات فائقة المعالجة يحمل مخاطر صحية مخفية، فهذه الأطعمة عادة تقل نسبتها من الألياف والعناصر الغذائية الأساسية، وتحوي مكونات صناعية قد لا تتوافر في المطبخ المنزلي، كما أشارت أبحاث كثيرة إلى ارتباطها بزيادة مخاطر متعددة مثل أمراض القلب، السكري، واضطرابات التمثيل الغذائي. لذلك، حتى مع وجود البروتين، قد يكون الاستهلاك الدائم لهذه الأطعمة غير مستحسن. علاوة على ذلك، فإن التركيز على البروتين فقط دون الاهتمام بالفيتامينات، المعادن، والألياف يمكن أن يؤدي إلى نظام غذائي غير متوازن وسوء فهم لمفهوم الأكل الصحي.

  • توزيع البروتين بمقادير مناسبة ضمن وجبات متنوعة
  • الاعتماد على مصادر طبيعية وكاملة للبروتين مثل البيض والبقوليات
  • الابتعاد عن الإفراط في تناول المنتجات المعززة بالبروتين والمعالجة بشدة
  • الاهتمام بجميع العناصر الغذائية الأخرى لتحقيق توازن صحي
الفئة الكمية الموصى بها من البروتين (غرام لكل كيلوغرام)
السكان العاديون 0.75
كبار السن والرياضيون 1.2 – 1.6
ما يُعاد نشره في وسائل التواصل الاجتماعي (غير علمي) 3

التركيز المفرط على البروتين في الطعام الغني بالبروتين قد يُبعد الفرد عن النظام المتوازن المعتدل، فتغذية الجسم بشكل متكامل تجمع بين البروتينات، الفيتامينات، المعادن، الألياف، وغيرها من العناصر، ما يعزز صحة عامة أفضل ويحفز قدرة الجسم على الحفاظ على كتلة العضلات والوزن المثالي بطريقة مستدامة. بالتالي، لا تُعتمد إضافة البروتين كمقياس وحيد لمقدار القيمة الغذائية، بل يعتبر التوازن والتنويع في الغذاء مفتاح الصحة الحقيقية.