هل يشهد سوق النفط ثباتًا قبل استحقاق 1 أغسطس؟ تعرف على آخر تحركات الأسعار العالمية

استقرت أسعار النفط وسط ترقب عالمي مكثف لحظة إعلان موعد 1 أغسطس الذي يُتوقع أن يشكل نقطة فاصلة في تحركات السوق، خاصة مع تصاعد التوترات الخارجية وتأثير البيانات الاقتصادية على توقعات العرض والطلب. هذا التوازن النسبي يأتي في ظل تحركات متباينة بين قوى السوق وتأثيرات متلاحقة من سياسات دولية متغيرة.

تحليل أسعار النفط اليوم وتأثيرها على السوق

شهدت أسعار النفط اليوم استقرارًا مع تسجيل تراجع طفيف في عقود خام برنت وسلعة غرب تكساس الوسيط، حيث هبط عقد برنت لتسليم سبتمبر بمقدار 10 سنتات فقط إلى 73.14 دولارًا للبرميل، في حين انخفض عقد أكتوبر الأكثر نشاطًا إلى 72.33 دولارًا، مع استمرار تداول الأسعار ضمن نطاق ضيق، دون أن تؤدي التغيرات إلى تقلبات حادة. أما خام غرب تكساس، فقد سجل تراجعًا بمقدار 5 سنتات إلى 69.95 دولارًا، على الرغم من الارتفاع الذي شهدته الأسعار في جلسة الأربعاء السابقة بنحو واحد بالمئة.

الترقب الحذر لتأثير موعد 1 أغسطس وفرض الرسوم الجمركية على النفط الروسي

تشهد الأسواق حالة تذبذب تحكمها عوامل عدة، أبرزها موعد 1 أغسطس الذي حددته الإدارة الأمريكية لفرض تدابير عقابية حازمة ضد روسيا؛ مما يثير حالة من القلق والترقب بين المستثمرين. تظل التصريحات المتشددة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية جديدة على النفط الروسي مؤشرًا على احتمالات تغييرات جذرية في أسعار النفط، لا سيما مع تهديد بفرض رسوم بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين في حال عدم إحراز تقدم في تسوية النزاع الأوكراني خلال الفترة المحددة. وفي هذا السياق، تحافظ أسعار النفط على علاوات مرتفعة رغم الضغوط المستمرة القادمة من قوة الدولار الضعيفة وضعف النمو الاقتصادي العالمي إلى جانب زيادة مخزونات الخام الأمريكية، التي حدّت من المكاسب المحتملة.

مخاوف شح المعروض العالمي وتأثير العقوبات الأمريكية الجديدة

تثير التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على الدول التي تستورد النفط الروسي، لا سيما الصين، مخاوف متزايدة بشأن نقص الإمدادات العالمية مما يعزز الطلب ويمدّد شهية الشراء في السوق. ومن جانب آخر، بدأت الإجراءات الأمريكية تتصاعد عبر فرض عقوبات على أكثر من 115 فردًا وكيانًا وسفينة مرتبطة بإيران، في إطار سياسة “الضغط الأقصى”، لا سيما إثر استهداف منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، ما يشير إلى احتمالية تشديد قيود الإمدادات النفطية وإحداث تأثيرات حقيقية على ميزان العرض والطلب العالمي.

تأثير البيانات المفاجئة لمخزونات النفط الأمريكية على آفاق الأسعار

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 7.7 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 25 يوليو، لتصل إلى 426.7 مليون برميل، مخالفة بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.3 مليون برميل نتيجة انخفاض الصادرات، وذلك ما كان له تأثير كبح على ارتفاع الأسعار. بالمقابل، شهدت مخزونات البنزين تراجعًا بمقدار 2.7 مليون برميل لتصل إلى 228.4 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى انخفاض أقل، وهو مؤشر يعكس توازنًا مؤقتًا بين المخزون والاستهلاك في السوق الأمريكية.

تتأرجح أسعار النفط وسط هذه الموازنة الدقيقة بين تداعيات التوترات الجيوسياسية ومفاجآت بيانات المخزونات الأمريكية، ما يعكس حالة من الترقب المستمر في الأسواق العالمية تجاه السياسات الأمريكية واتجاهات العرض والطلب. رغم عدم وضوح الصورة النهائية، يبدو أن هذه العوامل مجتمعة ستحدد اتجاهات النفط خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالية استمرار تقلبات الأسعار في ظل استمرار حالة عدم اليقين.