هل ينتظر لبنان واشنطن أم العكس تمامًا؟

معروف الداعوق، الكاتب المعروف، طرح رؤيته بخصوص القضايا المرتبطة بتطبيق القرار 1701 والاحتلال الإسرائيلي للمناطق الجنوبية من لبنان. هذا الموضوع أثار جدلاً سياسياً كبيراً خاصة أن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة في النقاط الجنوبية الاستراتيجية، ويبحث لبنان عن سبل لإنهاء هذا الوضع من خلال الضغوط الدولية والمفاوضات؛ إلا أن المعضلة ما زالت مستمرة نظراً للشروط التي وضعتها الإدارة الأمريكية ومنها نزع سلاح حزب الله بالكامل. وتبقى هذه القضية محور النقاش في جميع الأوساط الرسمية والشعبية.

معروف الداعوق والتحديات الإقليمية

يرى معروف الداعوق ضرورة التوصل إلى حلول سياسية مستدامة تنهي الاحتلال الإسرائيلي وتسهم في تحقيق الاستقرار بالجنوب اللبناني. تشدد واشنطن على ضرورة نزع السلاح من حزب الله ليس فقط في جنوب الليطاني، بل في كامل الأراضي اللبنانية، بينما يرى لبنان في ذلك انتهاكاً لسيادته الوطنية. هذا التعقيد في الملف يعكس التوتر الكبير بين لبنان والمجتمع الدولي، كما يبرز النقاط الخلافية الثلاث عشرة الحدودية التي يحتاج حلها إلى إطار تفاوضي رسمي من خلال لجان متخصصة يتم تشكيلها باتفاق الأطراف المعنية.

النفوذ الإسرائيلي وممارسات واشنطن

تحدث معروف الداعوق عن فشل لبنان في مناشدة المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية وفرنسا، للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من النقاط الخمس الاستراتيجية. هذا التعنت الإسرائيلي يزيد من الشعور بالقلق عند اللبنانيين ويثير تساؤلات حول ما إذا كان الوضع الحالي سيطول لفترات غير محددة. من الواضح أن المؤثرات السياسية الإقليمية، بما في ذلك الحرب على غزة والمفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، تحمل تداعيات مباشرة على استقرار لبنان ومستقبله. يعكس ذلك كيف أن التحركات الإسرائيلية والأمريكية مترابطة بمواقف أطراف إقليمية تمنع الوصول إلى حلول عادلة.

القضية اللبنانية بين الحلول والجمود

أكد معروف الداعوق أن الجمود الحالي قد يتواصل في ظل غياب تجاوب واشنطن وإسرائيل مع مناشدات لبنان، إلى جانب التوترات الداخلية المتعلقة بالأزمة المالية والاقتصادية. يؤخر هذا الوضع اتخاذ قرارات وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار تقف على أساسها عجلة الدولة اللبنانية. في هذا السياق، يتساءل البعض عما إذا كانت واشنطن ستتحرك حقيقة لاستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان أو ستستمر الأوضاع كما هي لحين وضوح الرؤية الإقليمية بالدول المجاورة.

معروف الداعوق والحاجة للتحرك العاجل

وفقاً لمعروف الداعوق، لا يمكن أن يظل لبنان ينتظر بدون خطة واضحة أو دعم جاد من الأطراف المؤثرة دولياً. الاستقرار الوطني والإقليمي ضروريان لمعالجة أزماته الحالية، وخاصة فيما يتعلق بوقف الانتهاكات الإسرائيلية وملف الحدود والنقاط العالقة. التحرك العاجل ليس فقط مطلباً لبنانياً بل أيضاً مسؤولية مشتركة للدول الكبرى، إذ يعاني الشعب اللبناني من تداعيات اقتصادية وسياسية بسبب هذه النزاعات وتأخر الحلول المناسبة لها.