وزير الزراعة: تطوير المتحف الزراعي وحديقة الأسماك بالتعاون مع يونسكو والفاو

يمثل التعاون بين وزارة الزراعة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خطوة شاملة نحو تطوير الكيانات الثقافية والزراعية التاريخية في مصر، حيث قام الاجتماع الأخير بين الأطراف بمناقشة تطوير المتحف الزراعي بالدقي وحديقة الأسماك بالزمالك لتحويلهما إلى معالم بارزة ومراكز جذب سياحية وعلمية مع الحفاظ على طابعهما التراثي والتاريخي.

أهمية المتحف الزراعي والحفاظ على إرث مصر الزراعي

يعد المتحف الزراعي بالدقي أحد أهم المعالم الثقافية في مصر، إذ يعكس تطور الزراعة والحضارة الزراعية المصرية على مدار آلاف السنين، ويوفر فرصة للزوار والباحثين لاكتشاف العمق التاريخي للزراعة في مصر بما يسهم في زيادة وعي المجتمع بأهمية الزراعة والتكنولوجيا الزراعية، حيث يضم مقتنيات توثق المراحل المختلفة لتاريخ الزراعة المصرية، كما يأتي المشروع الجديد لتطويره ليعزز تجربة الزوار من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة وتحسين البنية التحتية للمكان، مما يجعله أكثر جذباً للسياحة.

تعزيز دور حديقة الأسماك كواجهة ثقافية بيئية

تلعب حديقة الأسماك بالزمالك دوراً بارزاً في نشر الوعي بأهمية الموارد المائية والتنوع البيولوجي، وتعد من أقدم وأهم الحدائق النباتية في القاهرة، حيث تمثل فضاءً متميزاً للمهتمين بالبيئة والثروة السمكية، وسيتم خلال مشروع التطوير التركيز على خلق بيئة تفاعلية لزيادة الوعي بالثروة السمكية وأهميتها عبر تقنيات العرض الحديثة التي تستهدف الزوار من مختلف الأعمار، كما سيساعد التعاون مع منظمات مثل اليونسكو والفاو على تحسين جودة الخدمات وتعزيز جهود حماية الموارد الطبيعية.

التعاون الدولي في تطوير المتحف وحديقة الأسماك

يأتي هذا التعاون بين وزارة الزراعة واليونسكو والفاو ضمن رؤية استراتيجية تستهدف تعزيز الدور الحضاري للمعالم التاريخية والنهوض بها بما ينسجم مع المعايير الدولية، حيث تعهدت اليونسكو بتقديم الدعم الفني والخبرات اللازمة لتحقيق أهداف هذا المشروع التنموي المستدام، كما أشار وزير الزراعة لتوسيع نطاق التعاون ليشمل الحدائق النباتية الأخرى ذات الطابع التاريخي، وهو ما يعكس حرص الدولة على الاستفادة المثلى من مواردها الثقافية والزراعية.

أسفرت المناقشات عن تشكيل فريق عمل مشترك من الخبراء لدراسة الاحتياجات الخاصة بالمشروع، ويهدف هذا الفريق إلى تحقيق رؤية شاملة تخدم أهداف التطوير وتحافظ على الطابع الأثري والتاريخي للمكانين، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية توثيق المجموعات الأثرية وإعداد تصورات مبتكرة تضع هذه المواقع على خريطة السياحة الثقافية والبيئية، مما يساهم في تحقيق التكامل بين الحفاظ على التراث الزراعي وتطوير منظومة السياحة.

بهذا العمل المشترك، تبدو الخطوات جلية نحو تعزيز التراث الثقافي والبيئي المصري، ودفع عجلة التنمية المستدامة في إطار رؤية تعطي الأولوية للحفاظ على الإرث الزراعي والتاريخي لمصر منذ سبعة آلاف عام وتطويره بما يلبي متطلبات العصر.