وفاء الرشيد تكشف أزمة جيل الغفوة: هل نحن أمام سقوط غير متوقع؟

جيل الغفوة بين الصحوة والحداثة: رؤية معاصرة للمسيرة الضائعة

شهد جيل الغفوة تحولات معقدة بين جانب الصحوة التي أدت إلى تغييرات اجتماعية وثقافية، وجانب الحداثة التي لم يتمكن من احتضانها فعلياً؛ فصار ذلك الجيل متعلقاً بماضيه ومترددًا في مستقبله وسط تناقضات لا تنتهي في الهوية والقيم.

تأثير الصحوة على جيل الغفوة ومسألة الانغلاق الفكري

عاش جيل الغفوة فترة الصحوة التي رسّخت نمط حياة صارمًا مليئًا بالوعظ والزهد؛ حيث ظهرت أفكار ترفض الموسيقى، وتقيد الفرح والضحك، وتعتبر بعض مظاهر الحياة بدعًا لا تقبل، ليُصبح الامتحان الحياتي ثقيلًا يصعب تجاوزه، ويغمر الشباب شعور بالقلق والخوف من الأسئلة التي قد تخرجهم عن الملة. نتيجة ذلك، شكلت هذه المرحلة جدارًا من الانغلاق الفكري وأدت إلى تبني أساليب تفكير قاطعة، تبتعد عن السلالم الرمادية للحياة وتسير في دروب الأبيض والأسود. تأثر الجيل بهذه الممارسات انعكس على حياته اليومية، فصار يتجنب التعبير عن الحب وينأى بنفسه عن التفاعل الطبيعي مع العالم من حوله.

الازدواجية في حياة جيل الغفوة بين الحاضر المشتت والمستقبل المعلق

مع مرور الزمن نامت الصحوة دون أن يستيقظ الجيل لأفق جديد، فوجد نفسه ضائعًا نصف عمره بين خطب جمعات متكررة، ونصفه الآخر مهدور بين زحمة الحفريات المرورية وتطويرات عمرانية بلا معنى عملي، تسببت في تعطيل الحياة اليومية وتركت الناس محاطين ببيئات بلا ظل أو راحة. هذا الجيل بات عالقًا بين إرث ماضٍ جامد وجسور معلقة لم تُبنَ بعد، بين أجهزة تسجيل قديمة وصخب الحفارات التي تمنع التقدم، وهو يرى حياته تُحدد من القرارات السياسية العليا، بينما حاضره محصور في لحظات سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي دون تعليقات أو تفاعل حقيقي. تتحول حياته إلى سلسلة من الإحباطات والترددات بين دينامية التغيير وقسوة الواقع.

مفارقات الحياة لدى جيل الغفوة: بين صبر الصحوة وتحديات الحداثة

يريد جيل الغفوة أن يعيش حياة طبيعية حرة، لكنه يصطدم بفقدان مفردات الحياة الأساسية بسبب قيد مستمر من «لا يجوز» وتعطيلات مستمرة تحت مسمى «أعمال الصيانة». هذا الجيل أنفق الكثير في انتظار الصحوة التي ظن أنها بوابة النهضة، لكنه لم يجد أمامه سوى جيل كبير في المراكز لا يتحرك، وآخر صغير في الانتظار بلا فرصة حقيقية. تصور أنه يعيش في دار ممر عابر، لكن الواقع ظل مغلقًا أمامه بسبب تحسينات مستمرة دون جدول زمني واضح، مما جعله ينتظر ضبط نصف عمره الثالث وسط مستقبل غير مضمون. حتى التحديثات التقنية البسيطة لم تستطع أن تواكب حاجته، وأصبح بعده عن واقع الحداثة واضحًا كونه لا يزال ينتظر صدى التحولات الحقيقية في حياته.

العنصر الحالة في جيل الغفوة
الصحوة مصحوبة بزهد صارم ورفض للمتعة وفرض قيود اجتماعية
الحداثة غير متاحة بشكل كامل، والجيل يعيش بين التقنيات القديمة وحدود الحداثة
الحياة اليومية معطلة بين زيارات الحفريات والتطورات غير المجدية
الهوية محددة من الخارج ومن المنابر الرسمية، مع غياب تعبير حر
المستقبل معلق ينتظر تحولات غير واضحة ومصير مجهول

يظهر جيل الغفوة وكأنه محاصر بين عصرين، حيث لم يستفق تمامًا من غفوته مع الصحوة، ولم ينغمس في كل أبعاد الحداثة التي قد تمنحه طريقًا جديدًا، وهو ينتظر ما سيأتي من خطوات نحو استدامة حقيقية لحياته، بعيدًا عن مجرد تحديثات سطحية أو مؤشرات أداء لا تعكس واقعه المتعثر.