وفاة الشيخ سيد سعيد.. رحيل سلطان المقارئ وأحد أعلام التلاوة المصرية

غيب الموت صباح اليوم القارئ الكبير الشيخ سيد سعيد، الملقب بـ”سلطان القراء”، حيث تترك وفاته أثرًا كبيرًا في قلوب محبي تلاوة القرآن الكريم، عُرف الشيخ بعبقريته في تجويد وترتيل القرآن، مما جعله أحد أبرز أصوات المقارئ المصرية، وقد أثار خبر وفاته حزنًا واسعًا وسط محبيه والمجتمع الديني على حد سواء.

مرض الشيخ سيد سعيد وتأثيره على حياته

واجه الشيخ سيد سعيد رحلة صعبة مع المرض خلال السنوات الأخيرة، حيث أصيب بمضاعفات متزايدة نتيجة معاناته من الفشل الكلوي، اضطرت الجهات الصحية إلى نقله مرارًا إلى معهد ناصر العسكري بالقاهرة لتلقي العلاج، إذ ظل تحت المراقبة الطبية لفترة تزيد عن 20 يومًا، وقد أثر هذا المرض على قدرته على المشاركة في المناسبات العامة التي كان يحرص على المشاركة فيها لتلاوة آيات القرآن الكريم، تاركًا خلفه إرثًا يُخلّد ذكراه كرمز متميز في تلاوة القرآن.

من هو الشيخ سيد سعيد؟

وُلد الشيخ سيد سعيد عام 1943 في قرية ميت مرجا سلسيل بالدقهلية، ونشأ في أسرة بسيطة مكونة من 9 أبناء، حيث كان أصغر الذكور، بدأ علاقته مع القرآن الكريم منذ عمر السابعة، وقد أتم حفظ كتاب الله في كُتّاب قريته بفضل موهبته الفريدة التي أذهلت كل من سمعه، لم يلتحق بأي معاهد دينية رسمية وأتقن تلاوة القرآن بأسلوبه المميز الذي يُعتبر مزيجًا بين الأصالة والإبداع في فنون التلاوة، وقد لمع نجمه بعد أول تلاوة له في حفل صغير عندما أهداه والداه أجرًا رمزيًا شجعه على مواصلة المشوار.

أهم محطات حياة الشيخ سيد سعيد

كانت أولى محطات نجاح الشيخ سيد سعيد عندما قرأ القرآن في كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط، حيث استطاع بفضل صوته وأدائه أن يجذب الأنظار إليه بقوة، ما جعله حاضرًا دائمًا في مختلف المناسبات والمحافل القرآنية بالمحافظة، وقد استمرت مسيرته حتى ذاع صيته على المستوى المحلي ثم الإقليمي والعالمي، فسافر إلى دول مختلفة لرفع الأذان وتلاوة القرآن أمام جماهير غفيرة، حيث ظل يتمسك بمبادئه وقيمه الدينية الراسخة طوال مشواره.

ختامًا، تظل مقولة الشيخ سيد سعيد: “لا أقرأ القرآن من أجل المال، وإنما حبًا في التلاوة ونشر كلام الله” تعبيرًا خالصًا عن روحانيته وتفانيه في خدمة الإسلام، وهي مقولة ألهمت الكثير من محبي القرآن في العالم الإسلامي الذين سيتذكرون دائمًا صوته العذب وأداءه المميز.