وفاة المفتي الشرعي والناشط المقدسي الشيخ داود عطا الله صيام تعيد إحياء ذكراه وتأثيره في القدس

ودّع المقدسيون الشيخ داود عطا الله صيام، قارئ المسجد الأقصى والمأذون الشرعي للقدس، الذي رحل عن عمرٍ تجاوز 95 عامًا بعد رحلة طويلة من العطاء الديني والخدمة المجتمعية في المدينة المقدسة. لقد كانت تلاوته الخالدة وصوته الدافئ سببًا في ارتباطه العميق بقلب كل من شهد المسجد الأقصى وعاش تفاصيله عبر العقود.

مسيرة قارئ المسجد الأقصى والمأذون الشرعي للقدس

بدأ الشيخ داود عطا الله صيام حياته كقارئ لكتاب الله في المسجد الأقصى قبل أكثر من سبعين سنة، وهو الصوت الذي رافق الكثيرين في صلواتهم وأوقات خشوعهم، حيث تميز بتلاوة تأسر القلوب وتبعث على السكينة والطمأنينة. ولد في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ونشأ في جوٍ إيماني عميق جعله من العلماء المخلصين لخدمة الدين والمجتمع المقدسي. بالإضافة إلى دوره في التلاوة، شغل مهمة المأذون الشرعي للقدس، حيث تصدّى لتقديم الفتاوى والاستشارات المتعلقة بالأحكام الشرعية، خصوصًا في مسائل الزواج والطلاق والطهارة، مما جعله رمزًا للثقة والاحتكام الشرعي.

دور المأذون الشرعي في تعزيز التوعية الدينية بالقدس

مثل منصب المأذون الشرعي نقطة ارتكاز للمجتمع المقدسي في فهم الأحكام الشرعية وتطبيقها، وقد أجاد الشيخ داود عطا الله صيام في هذه المهمة عبر تقديم الإرشاد الديني والفتاوى المتخصصة التي طالما احتاجها الناس في حياتهم اليومية. كان دوره يتجاوز مجرد إصدار الفتاوى، فكان مستشارًا موثوقًا يُرجع إليه في كل القضايا ذات الطابع الديني والاجتماعي، مما عزز رابط الثقة بين الناس والعلم الشرعي في القدس. يقدم المأذون الشرعي العديد من الخدمات التي تشمل:

• الاستشارات المتعلقة بالزواج المشروع وأحكامه الشرعية.
• تقديم الإرشادات بشأن الطلاق وأحكامه وفق الشريعة الإسلامية.
• توعية المجتمع بأحكام الطهارة وآدابها.
• تعزيز القيم الدينية من خلال الفتاوى الدقيقة والميسرة.

تشييع الشيخ داود عطا الله صيام والاحتفاء بإرثه الديني في القدس

شارك آلاف المقدسيين في تشييع جثمان الشيخ بعد أداء صلاة الظهر عليه داخل المسجد الأقصى، الذي كان مسرحًا لعطاءه المستمر وارتباطه الوثيق بالتراث الديني الإسلامي في المدينة. تم دفنه في مقبرة باب الرحمة، إحدى المقابر التاريخية التي تحتضن أرواح العديد من علماء القدس، لتكون مثواه الأخير في مكان عزيز على قلبه وعلى قلب كل المقدسيين. تعكس الجنازة الكبيرة حجم الاحترام والتقدير له، حيث عبر الحاضرون عن اعتزازهم بدوره الذي امتد لأكثر من سبعة عقود في خدمة المسجد الأقصى وتعزيز الوعي الديني في القدس.