«وقفة بطرابلس» .. التجمع الوطني للأحزاب يدعو لتشكيل حكومة توافقية مصغرة

أعلن «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» مشاركته في وقفة احتجاجية جرت في ميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس مطالبة بتشكيل حكومة توافقية مصغرة لإدارة المرحلة الانتقالية، كما شدد المشاركون على ضرورة تجديد الشرعية السياسية من خلال انتخابات شفافة ونزيهة، حيث أتت هذه الفعالية كجزء من رفض شعبي واسع لاستمرار السلطة التنفيذية الحالية، التي تعاني من تضارب المصالح السياسية وسوء الإدارة.

«التجمع الوطني للأحزاب» يطالب بتشكيل حكومة توافقية مصغرة

يشير بيان «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» إلى أهمية تشكيل حكومة توافقية مصغرة لتجاوز حالة الجمود السياسي التي تعاني منها ليبيا خلال المرحلة الحالية، حيث تم اعتبار حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة طرفًا في تعميق الانقسام السياسي، وقد فشلت في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحقيق تطلعات المواطنين، كما أن الأحداث الأخيرة في طرابلس من اشتباكات مسلحة بين المجموعات التابعة للحكومة أظهرت هشاشة الوضع الأمني، مما جعل الشارع الليبي يعبر عن رفضه لعدم قدرة هذه الحكومة على مواجهة التحديات الراهنة.

مطالب المشاركين في الوقفة الاحتجاجية

ركز المشاركون في الوقفة على مجموعة من المطالب الأساسية، التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة وتحقيق تطلعات المواطن الليبي، وتضمنت هذه المطالب تشكيل حكومة وفاق جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، تجديد الشرعية من خلال عملية انتخابية حرة ونزيهة، تمكين الأحزاب والتيارات الوطنية من القيام بدورها الحقيقي في بناء ليبيا المستقبل، بالإضافة إلى التصدي للفساد السياسي والإداري الذي أضعف مؤسسات الدولة، كما طالب المشاركون بضرورة إنصات كافة الأطراف السياسية في البلاد إلى صوت الشارع الليبي العظيم، وتفضيل المصلحة العامة على أي انتماءات أو أجندات ضيقة.

ردود فعل حول الأوضاع في طرابلس

جاءت الوقفة بعد تصاعد التوترات الأمنية في طرابلس نتيجة اشتباكات بين مجموعات مسلحة كانت تتبع حكومة الدبيبة، وهو ما أثار قلق المواطنين ودفع مجلس الأمن الدولي إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات المسلحة، ورغم جهود وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة لإعلان استقرار الأوضاع إلا أن الأصوات الشعبية أكدت افتقار الحكومة الحالية للقدرات اللازمة لإدارة المرحلة، مما دفع إلى التأكيد مجددًا على الحاجة لحكومة توافقية جديدة وقادرة على تجاوز الأزمة الراهنة، تجمع مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.

يظل التحدي الرئيسي أمام ليبيا هو الوصول إلى توافق سياسي وجمع الأطراف المختلفة حول مشروع وطني موحد، يكون هدفه الأساسي تحقيق تطلعات الشعب في الأمن والتنمية والاستقرار، إلى جانب ضمان احترام الإرادة الشعبية وتحقيق دولة القانون والمؤسسات، وهو ما يجعل دعوات «التجمع الوطني للأحزاب الليبية» بمثابة خطوة هامة في الطريق نحو إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح.