ويندوز 10 بعد 10 سنوات.. ما الذي تغير في أشهر نظام تشغيل؟

ويندوز 10 هو نظام التشغيل الذي أطلقته مايكروسوفت قبل عشر سنوات، مبتكرًا نموذجًا جديدًا باسم “ويندوز كخدمة” يعتمد على تحديثات دورية بدلاً من الإصدارات الكبيرة المتباعدة، ما جعل النظام يتطور باستمرار دون الحاجة إلى إعادة الشراء أو استبدال البرنامج.

ويندوز 10 ونموذج التحديث الدائم: كيف غيّر النظام مفهوم التشغيل؟

أعلن فريق ويندوز بقيادة ساتيا ناديلا وتيري مايرسون أن ويندوز 10 سيكون الإصدار الأخير من النظام التشغيلي الذي تطوره مايكروسوفت، إذ صار نموذج “ويندوز كخدمة” يفرض تحديثات دورية للحفاظ على أداء النظام وأمانه دون الرجوع إلى إصدارات جديدة تفصل بينها سنوات طويلة، وهي الطريقة التي اعتمدها النظام لتجاوز المشاكل التي واجهها ويندوز 8. جاء ويندوز 8 بمحاولة لدمج واجهات موجهة للمس، مثل واجهة “ميترو”، مما صعب على المستخدمين التعود عليها وأثار اعتراضات واسعة؛ لذلك، وُلد ويندوز 10 كرد فعل عملي يعيد الروح التقليدية للنظام مع تعزيز قدرته على التكيف مع مختلف الأجهزة، بدءًا من الحواسيب إلى الأجهزة اللوحية والهواتف.

نجاحات ويندوز 10 في مواجهة تحديات ويندوز 8 وتأثيره على تجربة المستخدم

واجهت مايكروسوفت في عام 2012 تحدٍ كبير بسبب ظهور أجهزة مثل الآيباد التي تهدد هيمنة الحواسيب، لذا جاء ويندوز 8 حاملاً خطة ربط الأجهزة المتنوعة عبر واجهة موحدة، لكن هذه الخطوة لم تلق قبولًا بسبب التعقيد والابتعاد عن تجربة ويندوز المعهودة. حتى تحديث 8.1 لم يكن كافيًا لكسب ثقة المستخدمين، وهنا جاء دوره ويندوز 10 ليوفر تجربة متوازنة تجمع بين الحفاظ على روح النظام الكلاسيكية وتقديم مزايا حديثة. ساعدت التحديثات المنتظمة وعودة قائمة “ابدأ” التي طال انتظارها، إلى جانب دعم تطبيقات أوسع، في تعزيز رضا المستخدمين والمطورين، بما يعكس نجاح ويندوز 10 في إعادة تعريف العلاقة بينهم وبين النظام التشغيلي.

ويندوز 10 بين الحاضر والمستقبل: إرث نظام تشغيل متطور يواجه نهاية الدعم

بعد مرور عقد على إطلاق ويندوز 10، يظل هذا النظام واحدًا من أكثر أنظمة التشغيل استخدامًا على مستوى العالم، رغم أن مايكروسوفت بدأت تشجع المستخدمين على الترقية إلى ويندوز 11، خاصة مع قرب انتهاء دعم ويندوز 10 رسميًا في أكتوبر 2025. استمرت مايكروسوفت في تطوير نظامها الحديث، محافظًة على فكرة “ويندوز كخدمة” في ويندوز 11، الذي أتى بتحديثات تصميمية وأمنية أعمق، لكنه لم يلغِ إرث ويندوز 10 الذي غيّر مفهوم التعامل مع أنظمة التشغيل؛ من منتج يُشترى لمرة واحدة إلى خدمة متجددة باستمرار.

• ويندوز 10 أصلح أخطاء ويندوز 8 وأسهم في تعزيز تجربة المستخدم والمطورين
• تبني نموذج التحديثات الدورية ساعد في تحسين أمان وكفاءة النظام
• ويندوز 10 شكّل انطلاقة لعصر التكامل مع الخدمات السحابية
• مع انتهاء الدعم، تبدأ رحلة التحديث نحو ويندوز 11 لتعزيز الأداء والأمان

يبقى ويندوز 10 علامة فارقة في تاريخ أنظمة التشغيل، حيث أسس لمرحلة جديدة قائمة على التطور المستمر والدمج العميق مع الخدمات السحابية، مما جعل النظام أكثر حيوية ومرونة، ولم يعد مقيدًا بفكرة الشراء الدائم بل بات خدمة تتطور باستمرار لتلبي حاجات المستخدمين المتغيرة عبر الزمن.