🔴 انتهاء فتنة قبلية دامية بين أرحب ونهم بسبب العيب الأسود في مزارع القات

شهدت منطقة جبل أرحب شمال العاصمة صنعاء فتنة قبلية بين أرحب ونهم بسبب أحداث دامية في مزارع القات، استُخدمت فيها العيب الأسود كعقوبة قبلية لإنهاء الخلاف بشكل نهائي بعد مواجهة مسلحة أثرت على الأمن والاستقرار.

تفاصيل واقعة فتنة قبلية بين أرحب ونهم في مزارع القات

بدأت الواقعة عندما لاحظ حارس إحدى مزارع القات عن طريق كاميرا مراقبة وجود لصوص مسلحين يحاولون اقتحام المزرعة، ما دفع أبناء أرحب للملاحقة والقبض على أحدهم بينما فر الآخرون، وكشفت التحريات أن اللص المقبوض عليه يتبع قبيلة نهم، ثم تبع ذلك محاولة تسلل مسلحين آخرين إلى المنطقة على متن حافلة، إلا أنه تم ضبطهم وتسليمهم للسلطات الرسمية.

تطورات المواجهات المسلحة بين أرحب ونهم بعد حادثة مزارع القات

بعد مرور أسبوع على الأحداث الأولى، اختُطف ثلاثة من أبناء أرحب أثناء خروجهم من صلاة الفجر في جامع القرية، بينهم أفراد كبار السن، ونُسبت عملية الاختطاف لعناصر مسلحة من قبيلة نهم والأقارب للمحتجزين سابقًا لدى الدولة، ما أشعل غضبًا واسعًا في أرحب التي أعلنت النكف القبلي معتبرةً أن اختطاف رجال من بيت الله جريمة تنتهك الأعراف القبلية اليمنية.

التدخل القبلي والعقوبة الشرعية في فض فتنة قبلية بين أرحب ونهم

كادت المواجهة أن تتطور إلى اشتباكات أوسع لكن تدخل مشايخ من قبيلتي بكيل وحاشد مع قيادات الدولة كان السبب في تهدئة الأوضاع، حيث تم الاتفاق على فرض عقوبة العيب الأسود على أبناء نهم، والتي تضمنت تعويضات ثقيلة متمثلة في:

  • 11 بندقًا.
  • 11 مليون ريال يمني.
  • 11 ثورًا.
  • الحضور تحت إشراف مشرف قبلي في مجلس الصلح.

سارعت قبيلة نهم للوفاء بهذا الحكم الشرعي القبلي، مقدمين تعويضات تكريمًا ورد اعتبار لأرحب، التي استقبلت خطوتهم بحفاوة ومودة مع إعلان طي صفحة الفتنة، مؤكدين أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار.

ما جرى في هذه الحادثة يعكس الحكمة القبلية النابعة من ضبط النفس، كما أبرز حسن تعامل مشايخ أرحب وعلى رأسهم الشيخ نبيه أبونشطان، الذين فضّلوا الحلول السلمية للحفاظ على الدماء وسمعة القبيلة؛ جنبًا إلى جنب مع اعتراف مشايخ نهم بالخطأ وتسديدهم للواجبات كاملة دون مزيد تأخير.

تعكس هذه الفتنة وأسلوب حلها الوجه الحقيقي للأعراف اليمنية والتي تقوم على قيم الكرامة والوفاء، وتُثبت أن العرف القبلي لا يزال يلعب دورًا جوهريًا في حفظ الأمن ودرء النزاعات، رغم خطورة المواقف التي قد تنتج عن الخلافات.

هذا الدرس الذي قدمته مجتمعات أرحب ونهم يظهر أن الحلول القبلية المحكمة والعقوبات الرادعة تبقى الوسيلة الفعالة لحفظ النسيج الاجتماعي، وتجنيب المناطق المزيد من التصعيد والصراعات الدامية التي تخلّف خسائر مادية وبشرية لا تعوض.