101 عامًا على ميلاد فؤاد المهندس.. لماذا يظل نجم الكوميديا حاضرًا في قلوب الجمهور اليوم؟

لا يزال فؤاد المهندس حاضرًا في وجدان الجمهور بعد مرور أكثر من ١٠٠ عام على ميلاده، إذ تميز بحفر اسمه كواحد من أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربي، وقد أصبح “مهندس البهجة” رمزًا للفن الهادف الذي يحمل طابعًا اجتماعيًا وسياسيًا بارزًا.

بدايات ومسيرة فؤاد المهندس الفنية التي صنعت الكوميديا المصرية

وُلد فؤاد المهندس في عام 1924 بالقاهرة داخل أسرة متوسطة الحال، حيث ظهر منذ الصغر موهبة فنية وخفة ظل مميزة مكنتْه من التألق بين أقرانه. التحق بكلية التجارة في جامعة القاهرة، وهناك انضم إلى فريق المسرح الجامعي الذي كان نقطة انطلاقه الأساسية نحو عالم الفن، حيث بدأ في تطوير موهبته التمثيلية بشكل جاد ومتقن. هذه البداية المتواضعة شكلت قاعدة صلبة لمسيرته الاستثنائية التي امتدت لعقود، وأعاد من خلالها تعريف مفهوم الكوميديا المصرية بأسلوبه الفريد.

أعمال فؤاد المهندس السينمائية والمسرحية التي لا تنسى

قدّم فؤاد المهندس مجموعة أعمال سينمائية خالدة تركت بصمة واضحة في ذاكرة المشاهدين؛ من أبرزها فيلم “أرض النفاق” الذي نقد به السلوكيات الاجتماعية السلبية، و”أخطر رجل في العالم” الذي جمع ببراعة بين الكوميديا والإثارة. كما أضاء بأدواره في أفلام مثل “اعترافات زوج” الذي تناول العلاقات الأسرية، و”العتبة جزاز” الذي يُعتبر رمزا للفن في الستينيات. وبجانب السينما، عاش فؤاد المهندس شغفه بالمسرح الذي اعتبره مملكته الخاصة؛ حيث قدّم مسرحيات مثل “سيدتي الجميلة” و”سك على بناتك” و”علشان خاطر عيونك” التي لا تزال تتناول موضوعات إنسانية بأسلوب هزلي يلامس القلوب. وقد ساهمت هذه الأعمال المسرحية والسينمائية في ترسيخ مكانته كواحد من أعظم الفنانين في تاريخ الكوميديا.

التأثير اللامتناهي لفؤاد المهندس وامتداده في ثقافة الشعب

امتد تأثير فؤاد المهندس ليصل إلى عالم الإذاعة والدراما الصوتية، من خلال برنامجه الشهير “كلمتين وبس” الذي كان يعالج قضايا المجتمع بخفة ظل وسخرية محببة، حيث ختم حلقاته بجملته الشهيرة التي باتت أيقونة: “مش كده ولا إيه؟”. إضافة إلى ذلك، كانت إفيهات فؤاد المهندس من أشهر ما تركه، وانتشرت بين الناس لتحول إلى أمثال شعبية متداولة مثل: «المكنة طلّعت قماش» و«سك على بناتك لكن اعطيهم المفتاح» مما دل على قدرته الاستثنائية في جعل الكلمات والفكاهة جزءًا من ثقافة الشارع. يرى النقاد أن فنه تخطى حدود الترفيه إلى مدرسة متكاملة تقدم رؤية اجتماعية عميقة، وهو امتداد طبيعى للفنان نجيب الريحاني، لكنه أسس مدرسة خاصة ساهمت في صنع نجوم كبار مثل عادل إمام وشيريهان ومحمد أبو الحسن. ورغم رحيله عام 2006، لا تزال أعمال فؤاد المهندس تبث الحياة على الشاشات وصفحات التواصل، لتبقى الضحكة التي أطلقها حية لا تنطفئ.