21 رمضان: تعرف على أولى ليالي القدر وأهميتها الكبرى في العبادة

ليلة 21 رمضان تُعد من أبرز الليالي التي يبحث عنها المسلمون بشغف خلال شهر رمضان لأنها من أولى ليالي القدر المباركة التي تحمل فضائل دينية عظيمة وذكرها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ” (سورة القدر: 1) حيث تم فيها تنزيل القرآن الكريم رحمة وهداية.

فضل ليلة 21 رمضان وأثرها في قضاء الذنوب

تتميز ليلة 21 رمضان بفضل عظيم لدى الله تعالى، فقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عظمة الأعمال فيها قائلاً: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”؛ مما يعني أن العبادة في هذه الليلة تُعادل عبادة ألف شهر تقريبًا، أي حوالي 83 سنة وأربعة أشهر، وهذا يجعل للحرص على قيامها أهمية كبيرة للمسلمين الباحثين عن مغفرة الله وفرصة لتطهير القلب من الذنوب.

كيف ومتى يمكن تحري ليلة القدر خلال العشر الأواخر من رمضان؟

يُعد تحديد موعد ليلة القدر من الأمور الموصى بتحريها، حيث لم يحددها النبي صلى الله عليه وسلم بدقة، لكنه أوصى بالبحث عنها في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الفردية، وفي مقدمتها ليلة 21 رمضان. قال عليه الصلاة والسلام: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ”، وهذا يشمل الليالي 21، 23، 25، 27، و29 من الشهر، مما يحفز على الاجتهاد في العبادة حتى نهايته بغية اغتنام هذه الليلة المباركة.

علامات ليلة 21 رمضان وأفضل الأعمال المستحبة فيها

تتضمن السنة النبوية عدة علامات تميز ليلة 21 رمضان من ليالي القدر، أبرزها صفاء الجو وسكونه، حيث وصفها عبادة بن الصامت رضي الله عنه بأنها “صافيه بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر”، بالإضافة إلى علامة طلوع الشمس في صباحها بلا شعاع، وهو ما رواه أبو بن كعب رضي الله عنه. أما الأعمال التي يُستحب القيام بها في هذه الليلة، فتتمثل في:

  • قيام الليل بالصلاة والذكر والتضرع إلى الله تعالى.
  • الدعاء مستحب فيها، خاصة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء العفو: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
  • تلاوة القرآن الكريم بتمعن وتدبر لمعانيه، لما يحمله الشهر من رسائل للسهر على قراءته.

ليلة 21 رمضان تُعد فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بنية صادقة وعمل متواصل، لما لها من أجر عظيم وأثر بالغ في نفوس المؤمنين، مما يجعلها من أجمل وأفضل الليالي التي ينبغي ألا تُهدر بالكسل أو القليل من العبادة؛ فهي أفضل وقت للسعي في طلب الرحمة والمغفرة.