40 عاماً اليوم.. كيف كشف فيلم “عفوا أيها القانون” واقع المحاكم بدقة متناهية

يمثل فيلم “عفواً أيها القانون” وثيقة سينمائية حية تنقل الواقع المعقد داخل ساحات المحاكم، حيث يعكس حالات قانونية واجتماعية لا تزال حاضرة حتى اليوم، منذ عرضه الأول قبل 40 عاماً في 9 سبتمبر 1985، وهو ما يجعله من الأفلام التي تناقش قضايا اجتماعية من منظار قانوني إنساني. هذا الفيلم يناقش بعمق قضية الزنا في القانون المصري والاختلاف في العقوبات بين الرجل والمرأة، مما يفتح باب النقاش حول العدالة والقانون.

تحليل قانون العقوبات في فيلم “عفواً أيها القانون” وأثره على المجتمع

يكشف فيلم “عفواً أيها القانون” عن تعقيدات قانون العقوبات في التعامل مع قضايا الزنا، حيث يظهر الفيلم تأثير هذا القانون على حياة الأفراد المصابين بالنكبات القضائية، ويؤكد على التفاوت الواضح في تطبيق العدالة. ففي الفيلم تُحكم المرأة بالسجن 15 عاماً مع الشغل والنفاذ بعد قتلها زوجها الخائن، بينما يحكم على الرجل في حالة مماثلة بالسجن لمدة شهر واحد مع إيقاف التنفيذ، ويُعتبر ذلك جنحة لا جناية، ما يعكس التفاوت القانوني والاجتماعي بين الرجل والمرأة في مثل هذه القضايا، وهو الأمر الذي أضحى محل جدل مستمر حول طبيعة العدالة وتأثير القانون على الأفراد.

رؤية إيناس الدغيدي في استعراض قضايا المحاكم الاجتماعية عبر السينما

تمكنت المخرجة إيناس الدغيدي في “عفواً أيها القانون” من تصوير قضايا المحاكم الاجتماعية بواقعية تناولتها السينما بشكل يلامس المجتمع ويطرح تساؤلات حقيقية عن العلاقات الزوجية والعقد النفسية التي قد تؤثر على سلوك الأفراد. شخصية علي التي يؤديها محمود عبد العزيز تعاني من عقدة نفسية تحول دون اندماجه بشكل طبيعي مع زوجته أو أي امرأة أخرى، وهذا ما يزيد من تعقيد الأحداث ويعكس الضغوط النفسية والاجتماعية المحيطة بالأزواج، كما تظهر التداخلات بين الحب والخيانة والعدالة بطابع إنساني يناقش الكثير من الجوانب دون تزييف الواقع.

تأثير فيلم “عفواً أيها القانون” على النقاشات القانونية والاجتماعية بعد 40 عاماً

مرور 40 سنة على فيلم “عفواً أيها القانون” لم يضعف أثر الفيلم بل زاد من أهمية تسليطه الضوء على القانون والواقع الاجتماعي المتداخل. تظل قضايا مثل هذه من بين أكثر المواضيع التي تستدعي مراجعة القوانين والتعامل معها بما يتناسب مع حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. كما أن الفيلم ساعد في توجيه الأنظار نحو فهم أعمق لدوافع الأفعال والصراعات النفسية التي تواجه بعض الأزواج، وبالتالي رفع مستوى الوعي القانوني والمجتمعي حول القوانين التي تحكم العلاقات الزوجية والخيانة والعقوبات المفروضة.

الشخصية القضية الحكم القانوني
لبنى سليمان السلحدار (هياتم) قتل زوجها بعد اكتشاف خيانته السجن 15 عاماً مع الشغل والنفاذ (جناية)
الرجل في حالة مماثلة خيانة زوجته السجن شهراً واحداً مع إيقاف التنفيذ (جنحة)

من خلال هذه القضية المركبة، يُظهر فيلم “عفواً أيها القانون” بشكل واضح كيف أن القوانين قد تكون غير متوازنة في الحكم بين الجنسين، كما يعكس الفيلم التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأزواج، بناءً على العقد النفسية والظروف الشخصية، ما يجعل الفيلم مرآة تعكس واقع المحاكم اليوم والغموض القانوني الذي سيظل موضوع نقاش مستمر.

هذا الجانب القانوني والاجتماعي في الفيلم يرسخ فكرة أن العدالة ليست فقط تطبيقاً حرفياً للنصوص، بل تتطلب فهم السياق الإنساني لكل قضية؛ وهو ما وظفه الفيلم ببراعة ليطرح أكثر من سؤال قانوني وإنساني ما زال جمهور السينما والقانون يتدارسونه وحتى الآن.