46 عامًا على “إسكندرية ليه” ليوسف شاهين.. أول جائزة دولية تحققت في مهرجان برلين

يُعتبر فيلم إسكندرية ليه للمخرج يوسف شاهين علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية، إذ حقق نجاحًا كبيرًا منذ عرضه الأول في 23 أغسطس 1979، وحصل على أول جائزة دولية له في مهرجان برلين لعام 1979. يتناول الفيلم الحياة في مدينة الإسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، مستعرضًا الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أثرت على سكانها.

قصة فيلم إسكندرية ليه وتأثيرها على السينما المصرية والعربية

يقدم فيلم إسكندرية ليه صورة مميزة عن مرحلة حرجة في تاريخ الإسكندرية، ويركز على شخصية يحيى شكري مراد، المراهق الطموح الذي يعشق التمثيل ويحلم بدراسة الفن في الولايات المتحدة، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها أسرته. تجسد الرحلة الشخصية ليحيى العديد من القصص التي تعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي في تلك الحقبة، ما يجعل الفيلم أكثر من مجرد سرد درامي، بل شهادة حية على تغيرات المجتمع والإعلام آنذاك.

جوائز وتكريمات فيلم إسكندرية ليه وأثرها على مكانته السينمائية

نجح فيلم إسكندرية ليه في بناء اسم قوي ضمن أفضل الأفلام على مستوى المنطقة، حيث احتل المرتبة 32 بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، والمرتبة 15 بين أفضل 100 فيلم في السينما العربية، إضافة إلى فوزه بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عام 1979. كما نال الفيلم جائزة أفضل إخراج في جوائز الدولة للسينما عام 1980، ما يؤكد الجودة الفنية التي تميز بها يوسف شاهين في هذا العمل.

طاقم العمل والإنتاج الذي ساهم في نجاح فيلم إسكندرية ليه

تعاون في إخراج فيلم إسكندرية ليه مجموعة من ألمع نجوم الفن المصري؛ حيث شارك نجلاء فتحي، فريد شوقي، عزت العلايلي، يوسف وهبي، عبدالله محمود، ويحيى شاهين بأدوار أساسية. قام بكتابة السيناريو والحوار محسن زايد بالتعاون مع يوسف شاهين، في حين تولى الأخير الإخراج، مما أضاف عمقًا فنيًا واضحًا للفيلم. هذا التناغم بين الممثلين والكتاب والمخرج خلق تجربة سينمائية مميزة لا تزال تؤثر على صناعة الأفلام في مصر والعالم العربي.

يمثل فيلم إسكندرية ليه علامة فارقة في تاريخ السينما، إذ جمع بين الطابع الواقعي وما يحمله من ملامح اجتماعية وسياسية. توثيق الأحداث من خلال شخصية شابة يسعى لتحقيق ذاته رغم التحديات يعكس بوضوح تأثيرات الحرب العالمية الثانية على المجتمع المحلي، وهو ما جعله نموذجًا فنيًا يُحتذى به. كما أن ذلك النجاح الكبير على مستوى الجوائز الدولية والمحلية يعكس مدى جودة الإنتاج والتمثيل والكتابة، والقدرة على توظيف السينما كسرد قصصي متكامل. هذا الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي فحسب؛ بل هو وثيقة تاريخية تعكس لحظة زمنية بجمالها وتعقيدها.