تُعد تجربة داليا البحيري في عالم الفن من أبرز المسارات التي تجمع بين التميز والاحترافية، حيث استطاعت خلال رحلتها الفنية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود أن تثبت نفسها بصفتها واحدة من ألمع نجمات الشاشة المصرية والعربية، وتجسد حضورًا فنيًا متفردًا بين السينما والتلفزيون والإذاعة.
بداية مشوار داليا البحيري الفني وتطورها في السينما والتلفزيون
كان الانطلاق الحقيقي لداليا البحيري في عالم الفن مع بداية الألفية الجديدة، بعدما فتحت لها مشاركتها في مسابقة ملكة جمال مصر 1990 أبواب الشهرة، حيث دخلت السينما بأول أدوارها عبر فيلم “علشان ربنا يحبك” عام 2000 للمخرج رأفت الميهي، وهذا العمل مثل بداية احترافية مكنتها من استعراض مهاراتها التمثيلية المتنوعة؛ فظهرت في أدوار تجمع بين الكوميديا والدراما والاجتماعيات، مما خلق لها قاعدة جماهيرية كبيرة في السينما والتلفزيون، واستمر حضورها القوي من خلال مسلسلات ناجحة أثبتت فيها قدرة على تقديم شخصيات مختلفة بأداء مؤثر وذو عمق.
أبرز الأعمال السينمائية والدرامية التي صنعت صوت داليا البحيري الفني
تُعد داليا البحيري واحدة من النجمات اللاتي يمتلكن القدرة على التنقل بسلاسة بين أجواء مختلفة، فقد كانت مشاركاتها في السينما تنوعت بين أفلام مثل “محامي خلع” و”حريم كريم” و”السفارة في العمارة” التي حققت شهرة واسعة، إلى جانب أدوار أخرى في أفلام “زي الهوا” و”الغواص” و”أحلام حقيقية” و”جوبا”، حيث قدمت شخصيات استطاعت معها أن تخلق تفاعلًا فنيًا قويًا مع الجمهور. وعلى الصعيد التلفزيوني، كانت داليا جزءًا من نجاح مسلسلات هامة منها “يوميات زوجة مفروسة أوي” و”القاصرات” و”في غمضة عين” و”ريش نعام”، ما ساهم في ترسيخ مكانتها كفنانة قادرة على التكيف مع مختلف الأدوار، سواء كانت درامية أو كوميدية، مما زاد من قيمة حضورها وتأثيرها الفني.
التكريمات، الحياة الشخصية، وتأثير داليا البحيري في المشهد الفني العربي
لم يقتصر نجاح داليا البحيري على الشاشة فقط، بل لاقى تأثيرها اعترافًا محليًا ودوليًا تمثل في العديد من الجوائز، منها تكريمها في المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا في المغرب عام 2024، مما يبرهن على استمرارية حضورها الفني وإرثها المتنامي في عالم الفن. أما على الصعيد الشخصي، فقد مرت داليا بتجارب حياتية متعددة تشمل ثلاث زيجات مختلفة، مضيفةً إلى مسيرتها تجارب إنسانية أثرت على شكل حضورها ومواضيع أدوارها، ورغم الصعوبات والرصد الاجتماعي المستمر، حافظت على توازنها بين الحياة الخاصة ومواقفها المهنية، فيما تميزت بإطلالتها الإعلامية المتنوعة التي تضمنت أدوارًا إذاعية ورسومًا متحركة، مما جعل موهبتها تمتد لتشمل ألوانًا فنية مختلفة تخاطب جميع الفئات العمرية.
- الزواج الأول وأنجبت ابنتها “خديجة” التي تُوفيت بعد ثمانية أشهر.
- الزواج الثاني من المنتج فريد المرشدي الذي انتهى بالانفصال، وتوفي عام 2014.
- الزواج الثالث من رجل الأعمال حسن سامي في ديسمبر 2016.
لقد استطاعت داليا البحيري أن تصبح رمزًا للأناقة والاحتراف في عالم الفن، وتقدم نموذجًا يحتذى به للفنانات الشابات، وذلك بفضل قدرتها على تقديم محتوى فني متنوع وهادف يجمع بين الإبداع والرسالة الإنسانية، مع اهتمامها المستمر بتطوير أدائها واختيار أعمال جديدة تعكس تطور السينما والدراما على مستوى المنطقة، لتظل إحدى الشخصيات البارزة التي تضيف للسينما والتلفزيون الكثير من القيمة الفنية والإبداعية.