«تفاصيل صادمة» قطع العلاقات السودانية الإماراتية.. ما الحقيقة الكاملة؟

في تطور جديد على الساحة الدبلوماسية، أثار إعلان حكومة بورتسودان عن قطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة حالة واسعة من الجدل، حيث اعتبر الكثير من المتابعين هذا القرار غير قانوني وغير معبر عن كل السودانيين، ما دفع السفير السوداني في أبوظبي إلى التصريح علنًا برفض هذا الإعلان، معتبرًا أن العلاقات السودانية الإماراتية يجب أن تبقى قوية ومتينة رغم الأوضاع الداخلية في السودان.

السفير السوداني يوضح موقفه من أزمة العلاقات السودانية الإماراتية

أعلن السفير السوداني لدى الإمارات، عبد الرحمن شرفي، عن رفضه الواضح والصارم لإعلان حكومة بورتسودان بقطع العلاقات مع الإمارات، مشددًا على أن هذا القرار صدر من جهة لا تتمتع بأي شرعية قانونية أو تمثيل فعلي للشعب السوداني، وذلك في ظل الانقسام السياسي الراهن في المشهد السوداني، وقد أكد السفير أن العلاقات بين السودان والإمارات تأسست على الاحترام المتبادل والشراكة الاستراتيجية التي تعززها عقود من التعاون المشترك، معربًا عن أسفه لتصعيد مثل هذا النوع من الأزمات غير الضرورية.

وأشار السفير أيضًا إلى أن التصريحات المشجعة والمساندة للعلاقات بين الدولتين تعكس اهتمامًا مشتركًا من الشعبين برفع مستوى التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية، ما يجعل مثل هذا القرار غير المنطقي غير مقبول بأي حال.

استمرار التعاون بين السفارة السودانية في الإمارات والجالية السودانية

رغم الإعلان الصادر عن حكومة بورتسودان، أكدت السفارة السودانية في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي بأن أعمالهما مستمرة دون انقطاع، وأن جميع الخدمات المقدمة للجالية السودانية في الإمارات ستبقى متوفرة بطريقة طبيعية. وأكد السفير أن الجالية السودانية، التي تعد جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي الإماراتي، لن تتأثر سلبًا بمثل هذه القرارات التي اعتبرها أحادية الجانب.

وتعبر هذه الخطوة عن التزام السفارة بتمثيل مصالح السودان الشرعية والحفاظ على العلاقات الإيجابية مع الإمارات، التي تستضيف جالية سودانية كبيرة تسهم في دعم العلاقة بين البلدين.

رد فعل الحكومة الإماراتية تجاه قرار بورتسودان

رفضت الحكومة الإماراتية، عبر وزارة الخارجية، القرار الصادر عن حكومة بورتسودان، معتبرةً أن هذا الإعلان يفتقر إلى الشرعية والمصداقية، وأشارت الإمارات إلى أن هذه الجهات لا تمثل الحكومة السودانية الرسمية المعترف بها دوليًا، وأن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بمثل هذه التصريحات. وقدمت الدولة الخليجية دعمها الثابت للشعب السوداني وأكدت التزامها التاريخي بمساندة السودان على مختلف الأصعدة.

كما أوضحت الإمارات أن الشعب السوداني بحاجة إلى قيادة وطنية فعالة تهدف إلى حل النزاعات الداخلية وتحقيق التنمية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن قرار بورتسودان قد يكون محاولة للتهرب من المسؤوليات الدبلوماسية الكبرى التي تتطلبها المرحلة الراهنة.

إجمالًا، يبدو أن العلاقات السودانية الإماراتية أقوى من أن تتأثر بخلاف سياسي عابر، حيث تعتمد على روابط تاريخية واجتماعية متينة لن تهتز بمثل هذه القرارات التي تفتقر إلى سند شرعي أو إرادة شعبية.