«صراع تاريخي» كشمير في قلب النزاع المستمر بين الهند وباكستان منذ التقسيم

«صراع تاريخي» كشمير في قلب النزاع المستمر بين الهند وباكستان منذ التقسيم
«صراع تاريخي» كشمير في قلب النزاع المستمر بين الهند وباكستان منذ التقسيم

تعد كشمير واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم منذ عقود طويلة، حيث تتنازع عليها الهند وباكستان الناتج عن تداعيات تقسيم الإمبراطورية البريطانية عام 1947، ورغم جمالها الطبيعي الساحر، إلا أن كشمير تظل منطقة محاطة بالمخاطر، تصاعد التوتر الإقليمي والصراعات المسلحة يهدد بتحويل المنطقة إلى صراع إقليمي يتسبب في آثار كارثية إقليمية ودولية.

جذور النزاع: تقسيم كشمير والصراع الأول

بدأت جذور المشكلة بعد انسحاب بريطانيا من شبه القارة الهندية عام 1947، لتترك خلفها مستعمرتين مستقلتين، هما الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة، وفي تلك الفترة كانت كشمير مملكة شبه مستقلة تخضع لحكم أمير هندوسي، رغم أن معظم سكانها مسلمون، ومع زيادة الضغط السياسي والعسكري، قرر الأمير ضم كشمير إلى الهند، وهو ما أشعل الحرب الأولى بين الهند وباكستان.

انتهى الصراع الأول بتقسيم الإقليم إلى شطرين يخضع كل منهما لمراقبة أحد الطرفين دون حسم نهائي، حيث أصبحت الهند تسيطر على الجزء الجنوبي وأجزاء من الشمال، بينما سيطرت باكستان على الجزء الشمالي الغربي، وظل الإقليم معلقًا منذ ذلك الوقت، ما أدى إلى نشوب نزاعات مستمرة على مدى العقود اللاحقة.

الصراعات المسلحة والتحركات على الأرض

شهدت المنطقة ثلاث حروب شاملة بين الجارتين أعوام 1947، 1965، و1971، حيث تأتي كل حرب لاستكمال الصراع المستمر حول السيطرة الكاملة، إضافة إلى النزاعات المسلحة المحدودة التي وقعت على طول “خط السيطرة” الفاصل بين شطري الإقليم، ومع دخول التسعينيات بدأت حركة تمرد مسلحة في الجزء الهندي تطالب بالاستقلال أو الانضمام لباكستان، مع زيادة ملحوظة في التوتر بين الطرفين.

اتهمت الهند باكستان بتقديم الدعم للمسلحين والجماعات المتطرفة التي تنفذ عمليات إرهابية داخل الأراضي الهندية، بينما ردت باكستان بأنها تدعم فقط الشعب الكشميري وحقوقه في تقرير المصير، وعلى مدار العقود الماضية كانت الاشتباكات تأخذ شكلاً متكرراً كلما توترت الأوضاع الإقليمية.

التصعيد الراهن: كشمير بين العسكرة والجمال

رغم كون كشمير واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في العالم، حيث تتزين بالجبال والبحيرات الرائعة، إلا أنها أصبحت بفعل الصراعات واحدة من أكثر المناطق عسكريةً على وجه الأرض، مع انتشار قوات ضخمة على الجانبين وحدوث مناوشات مستمرة باستخدام الأسلحة الثقيلة، كما تسبب التصعيد في جعل حياة السكان المدنيين مليئة بالمخاطر والرعب.

في عام 2019، شهد الإقليم أكبر تصعيد منذ عقود، حيث شنت الهند غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية، ما كاد أن يشعل حربًا شاملة، ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين في 2021 لتهدئة الأوضاع، إلا أن الوضع ما زال هشًا للغاية، مع تقارير جديدة عن تصاعد العمليات المسلحة والنوايا العدائية بين الجارتين.

مع وجود السلاح النووي في يد الهند وباكستان، يعبر المجتمع الدولي عن مخاوف كبيرة من أي انهيار في الوضع الراهن، إذ قد يؤدي ذلك إلى تفجر صراع قد يأخذ أبعادًا كارثية، خاصة مع غياب أي مبادرات دبلوماسية قوية لجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة.