«خسائر مستمرة».. الذهب يواصل نزيفه متأثراً بسياسة الاحتياطي الفيدرالي المتشددة

تشهد أسعار الذهب تذبذبًا واضحًا في الأسواق المالية العالمية، حيث انخفضت مؤخرًا لتبتعد عن أعلى مستوياتها في أسبوعين، متأثرة باستمرار عمليات التصحيح السعرية وقوة الدولار الأمريكي التي أصبحت عاملًا ضاغطًا على المعدن الأصفر. في هذه الأثناء، تلعب التطورات الاقتصادية والسياسية دورًا رئيسيًا في تحديد حركة الأسعار، أهمها قرارات الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات دونالد ترامب حول صفقات تجارية كبرى.

أسعار الذهب اليوم: التحليل والأداء

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات الخميس بنسبة 1.3%، لتصل إلى 3,320.40 دولارًا للأونصة، بعدما بدأت التعاملات عند 3,364.63 دولار. سجل المعدن أعلى مستوى له يوم الأربعاء عند 3,414.86 دولار، ولكنه شهد لاحقًا خسارة بنسبة 1.9% مع النشاط الملحوظ في حركة جني الأرباح. هذا الأداء يعكس تأثير استقرار أسعار الفائدة الأمريكية في ظل قرارات الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب ارتفاع الدولار الأمريكي الذي يجعل الذهب المسعر به أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى.

ارتفاع الدولار وتأثيره على أسعار الذهب

سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بأكثر من 0.35% يوم الخميس، محققًا مكاسب متتالية على مدار يومين وسط تزايد التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي. يساهم صعود الدولار مباشرة في ضغط أسعار السبائك الذهبية، حيث يصبح شراؤها أكثر تكلفة للمستثمرين الدوليين. كما ساعدت البيانات الاقتصادية الأمريكية المحدثة وتوجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد على تعزيز قوة الدولار، مما أدى إلى تقليص الطلب على الذهب كملاذ آمن خلال هذه الفترة.

دور الاحتياطي الفيدرالي في توجيه الأسواق

ثبت مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50%، مشيرًا إلى تصاعد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. وفقًا لرئيسه جيروم باول، فإن التضخم يعتبر العامل الرئيسي الذي يحدد السياسة النقدية في المرحلة القادمة، مع زيادة الضغط المتوقع نتيجة الرسوم الجمركية. وأضاف أن معدل الفائدة لن يشهد تخفيضًا على الأرجح قريبًا، إلا في حال ظهور مؤشرات اقتصادية أكثر وضوحًا. توقعات الأسواق تؤكد أن الإبقاء على الفائدة بات الخيار الأكثر احتمالًا، مما يجعل أسعار الذهب معرضة لتأثيرات خارجية مباشرة.

بجانب ذلك، أظهرت البيانات أن الحيازات لدى صندوق SPDR Gold Trust العالمي انخفضت مؤخرًا بنحو 0.29 طن، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أبريل، وهو ما يعكس ضعف الطلب المؤسسي على المعدن. من المتوقع أن تبقى الأسواق مترقبة لإعلانات سياسية وتجارية قادمة، مثل الاتفاقيات التجارية التي قد يعلن عنها الرئيس الأمريكي قريبًا، وما قد تحمله من تأثيرات إيجابية أو سلبية على حركة الذهب.

إذا كنت من المهتمين بمتابعة تحركات الأسواق أو التداول، يمكنك الاستفادة من انضمامك إلى نادي افكس نيوز توداي الذي يقدم أدوات تعليمية وتحليلية حصرية لضمان إدارة فعّالة لتداولاتك وفرصك الاستثمارية.