«أمواج قوية» النفط يواصل مكاسبه وسط ترقب لعقوبات أمريكية على روسيا

النفط يواصل مكاسبه وسط ترقب لعقوبات أمريكية على روسيا، حيث شهدت أسعار النفط انتعاشًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، مستفيدة من التوترات السياسية المتصاعدة، ما جعل الأسواق في حالة ترقب حذر. الزيادة لم تكن عشوائية بل جاءت كرد فعل مباشر للتطورات الجيوسياسية، مع توقعات بفرض عقوبات جديدة من الولايات المتحدة على روسيا، مما قد يؤثر على حركة الإمدادات النفطية دوليًا ويعيد رسم خرائط السوق.

أسعار النفط اليوم وكيف تتأثر بالوضع العالمي

تشهد أسعار النفط اليوم حركة هادئة لكن إيجابية، إذ قفزت العقود الآجلة لخام برنت إلى 70.52 دولارًا للبرميل، مع ارتفاع هامشي بواقع 0.2%، بعد موجة صعود قوية نهاية الأسبوع الماضي مقدارها 2.51%، وعلى الجانب الآخر، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 68.61 دولارًا للبرميل، مرتفعة بنفس النسبة. ويرجع ذلك إلى ترقب الأسواق لقرارات أمريكية مهمة تتعلق بفرض عقوبات جديدة على روسيا التي تعد شريكًا رئيسًا في الأسواق النفطية، حيث توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب الصراع في أوكرانيا، خصوصًا مع إعلان الرئيس الأمريكي عن إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا واستعداده لتصريح هام حول روسيا، ما أضاف مزيدًا من التوتر في الأجواء النفطية، إلا أن هذا الصعود قُيد جزئيًا بزيادة الإنتاج السعودي التي تخفف الضغط على الأسعار وتجعلها مستقرة نسبيًا.

عقوبات جديدة وتأثيرها على سوق النفط

العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا تشكل محورًا رئيسيًا لتقلبات أسعار النفط، إذ يعمل الكونجرس الأمريكي على تمرير مشروع قانون مشترك بين الجمهوريين والديمقراطيين يهدف لزيادة الضغط على موسكو من خلال فرض حزمة عقوبات مشددة، ولا يزال المشروع ينتظر موافقة رسمية من الرئيس السابق قبل أن يسري. إضافةً إلى ذلك، تشير مصادر في بروكسل إلى أن الاتحاد الأوروبي قريب من الاتفاق على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات التي ستشمل تحديد سقف سعر النفط الروسي للتأثير في إيرادات البلاد، ومن المتوقع أن تلقي هذه الخطوات بظلالها على توازن العرض والطلب في السوق العالمي، خاصة إذا أدت إلى خفض الإمدادات الروسية، مما سيدفع الأسعار للارتفاع. لكن رغم ذلك، تبقى العوامل الجوية والاقتصادية العالمية مثل حالة الأسواق في الصين والرسوم الجمركية المحتملة عوامل متغيرة تؤثر على الديناميكية بشكل مستمر.

النفط السعودي بين الإنتاج والالتزامات العالمية

يزداد الاهتمام بالإنتاج السعودي الذي يلعب دورًا هامًا في تحديد مسار أسعار النفط، فالمملكة دفعت إنتاجها إلى ما فوق الحصة المتفق عليها ضمن اتفاق “أوبك+” لشهر يونيو، حيث تجاوز الإنتاج 9.8 مليون برميل يوميًا مقابل الهدف المحدد بـ 9.37 مليون برميل، وهذا التوسع في الإنتاج يؤثر على حركة الأسعار ويحد من المكاسب الكبيرة في السوق. ومن جانبها، تؤكد وزارة الطاقة السعودية أن الكميات الفعلية المسوقة تلتزم بالحصص المحددة، ما يخلق حالة من التوازن النسبي. في ظل هذه الأوضاع، ينتظر المستثمرون عن كثب بيانات تجارة السلع الصينية، التي قد تعكس مدى قوة الطلب العالمي على النفط، إلى جانب نتائج المفاوضات الأمريكية حول الرسوم الجمركية مع شركاء تجاريين مؤثرين، حيث تؤثر هذه التفاصيل على توجهات السوق بشكل واضح خلال الأشهر القادمة.

• تتضمن خطوات ترقب السوق مراقبة بيانات الإنتاج والطلب عالميًا
• متابعة التطورات السياسية وتأثيرها المباشر على الإمدادات النفطية
• دراسة أثر العقوبات الاقتصادية على لاعب رئيسي مثل روسيا
• مراقبة ردود أفعال السعودية في تعديل مستويات إنتاجها لتوازن السوق