«قوة مستمرة» الذهب يحافظ على تماسكه محليًا وعالميًا رغم التضخم الأمريكي الأعلى

الذهب هو الملاذ الآمن الذي يلفت انتباه المستثمرين عالميًا ومحليًا مع كل تقلب اقتصادي، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في السوق المصري ليعكس ديناميكية السوق وتغيرات الأوضاع المالية، مما يجعل متابعة تحركات الذهب أمرًا لا غنى عنه لكل من يرغب في فهم المشهد الاقتصادي الراهن.

تطور أسعار الذهب وأثر الدولار الأمريكي عليها

أسعار الذهب شهدت تحركات إيجابية خلال الأيام الماضية، خاصة مع تراجع الدولار الأمريكي، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بقيمة 5 جنيهات ليصل إلى 4640 جنيهًا، مقارنة بـ4635 جنيهًا في نهاية الجلسة السابقة، في وقت ارتفعت فيه الأوقية عالميًا إلى 3339 دولارًا. يعزى هذا الارتفاع إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ما يجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين، فكلما ضعف الدولار كلما نما الطلب على الذهب نظراً لأنه يُشترى عادة بالدولار. من جهة أخرى، تباينت أسعار الذهب في العيارات الأخرى فبلغ عيار 24 حوالي 5303 جنيهات، وعيار 18 سجل 3977 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37120 جنيهًا، ما يوضح تفاوت الطلب بين المستهلكين والمستثمرين بأنواع العيارات المختلفة.

تأثير بيانات التضخم الأمريكي على حركة الذهب

الأسواق العالمية تراقب بيانات التضخم الأمريكي عن كثب، حيث أظهرت إحصائيات مكتب العمل الأمريكي ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك 0.3% في يونيو مقارنة بـ0.1% في مايو، مما يعكس اهتمام المستثمرين بطبيعة التضخم وتأثيره المستقبلي على أسعار الفائدة والسيولة المالية. يظل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، أقل من التوقعات بارتفاع 0.2% فقط، ما يشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تكون تحت السيطرة بشكل نسبي، وهذا ما يدفع الذهب لأن يكون أداة تحوط فعالة ضد مخاطر التضخم المتزايدة. وعلى الرغم من تبقي احتمالات خفض الفائدة منخفضة في اجتماعات يوليو، إلا أن التوقعات تشير إلى إمكانية خفض محتمل في سبتمبر إذا استمرت البيانات في إظهار استقرار التضخم بوتيرة معينة، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل آمن.

الذهب والتوترات التجارية ودور البنوك المركزية

بالإضافة إلى المؤثرات الاقتصادية، تظل التوترات التجارية العالمية عاملاً حيويًا يدعم أسعار الذهب، فالإعلانات الأخيرة حول فرض رسوم جمركية محتملة بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي والمكسيك تعكس حالة عدم اليقين التي تحفز المستثمرين على التوجه إلى الذهب. ومن اللافت أن الاتفاقات الجديدة، مثل خفض الرسوم مع إندونيسيا، تبين مدى تأثر الأسواق السياسية على تحركات الذهب. إضافة إلى ذلك، تستمر البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من الذهب، إذ أضافت كازاخستان 7 أطنان، وتركيا وبولندا 6 أطنان لكل منهما، بينما باعّت سنغافورة 5 أطنان من احتياطاتها، في حين واصلت الصين شراء الذهب على مدار ثمانية أشهر. هذه التحركات تدعم الاستقرار النسبي في سعر الذهب وتعزز الثقة فيه، خصوصًا في ظل المخاطر الجيوسياسية والمالية.

• تتبع أسعار الذهب بشكل يومي للمستثمرين أمر ضروري للحصول على فرص شراء مناسبة.
• مراقبة تحركات الدولار الأمريكي تساعد على فهم توقعات أسعار الذهب.
• متابعة بيانات التضخم وأخبار البنوك المركزية توفر نظرة شاملة على سوق الذهب.
• الاطلاع على الأحداث السياسية والتجارية يعطي إشارات حول اتجاهات الاستثمار في الذهب.
• اختيار عيار الذهب المناسب حسب الغرض من الشراء سواء للاستثمار أو الاستخدام الشخصي.

اسعار الذهب لا تتأثر فقط بالعوامل الاقتصادية المحلية والعالمية، بل تشمل أيضًا التوترات السياسية، والقرارات الجمركية، وسلوكيات البنوك المركزية التي تعزز من مكانة الذهب كأداة مفضلة للحفاظ على الثروة. كل هذا يجعل المتابعة الدقيقة والتحليل المستمر لحركة الذهب ضرورة لكل من يرغب في اتخاذ قرارات مالية سليمة.