«تنقلات كبرى» التكتلات الاقتصادية تنهض من بريكس إلى آسيان وتغير ملامح الاقتصاد العالمي

بريكس ليست مجرد تكتل اقتصادي، بل منصة تؤسس لعالم جديد يتجاوز التوازنات التقليدية، حيث تعيد تلك الدول رسم خارطة النفوذ الاقتصادية، وتفتح أبوابًا واسعة للتعاون متعدد الأطراف، فتتحول إلى قطب فاعل يعيد تعريف العلاقات الاقتصادية بين الدول بعيدًا من الهيمنة الغربية التقليدية.

بريكس والرابطة الاقتصادية لآسيان: أثر التكتلات على المشهد العالمي

رابطة الآسيان تمثل تحالفًا قويًا في جنوب شرق آسيا يضم 10 دول نشأت بهدف تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي، ويمثل هذا التكتل اليوم قوة استهلاكية هائلة مع أكثر من 680 مليون نسمة، ويوفر قاعدة مثالية للاستثمارات التي تتدفق بقوة عليه، حيث يحقق حجم التجارة الداخلية فيه أرقامًا ضخمة تقارب 850 مليار دولار سنويًا، مما يجعل الآسيان شريكًا لا غنى عنه في جسور التعاون مع مجموعة بريكس التي تتسع وتتنوع، فتتشاركان في دفع انعاش الاقتصاد العالمي نحو أفق جديد يسوده التكامل وتعزيز الأسواق الإقليمية غامرة.

بريكس والشراكة الاقتصادية الإقليمية: كيف يرسخان التكامل؟

اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تضم دول الآسيان مع بريكس وعشرات الدول في آسيا والمحيط الهادئ تشكل أكبر تكتل اقتصادي عالمي يجمع أكثر من 2.3 مليار نسمة ويمثل حوالي ثلثي الاقتصاد العالمي، ويهدف هذا التكتل إلى تخفيض الرسوم الجمركية وخلق بيئة موحدة تيسر حركة البضائع والاستثمار والعمالة، مما يصنع شبكة متينة من سلاسل التوريد التي تعزز مكانة بريكس وتدفع قدراتها الاقتصادية إلى خطوات متقدمة عبر جسر مشترك تنمو به التعاونيات وتحد من الاعتماد على القوى الاقتصادية الغربية.

بريكس بلس ومنظمة شنغهاي: أدوات جديدة لقوة اقتصادية متجددة

توسع بريكس ليشمل دولًا أخرى يحمل خلفه رؤية طموحة لتوحيد الأصوات النامية حول خطط مالية بديلة كإنشاء بنك التنمية الجديد، والعمل نحو عملة موحدة وبورصة للسلع، في طريقها لإبعاد الهيمنة الغربية، ويتوازى ذلك مع دور منظمة شنغهاي للتعاون التي نشأت كتحالف أمني، لكن تحولت إلى لاعب اقتصادي هام بغطاء تشغيلي يشمل مشاريع ضخمة في الطاقة والبنية التحتية، وهي تضمن مناطق استراتيجية رئيسة مثل الممرات التجارية للطريق الجديد، وهذا التنسيق بين التكتلات يعزز قدرة دول بريكس على مواجهة تحديات العولمة من موقع متين وواقف.

  • تكامل اقتصادي إقليمي يعزز من الدور الجيوسياسي لدول بريكس.
  • تخفيض حواجز الاستيراد والتصدير ضمن اتفاقيات مشتركة.
  • تعزيز الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية والطاقة.
  • تطوير آليات مالية مستقلة عن النظام الدولار، مع بنك التنمية الجديد.
  • توسيع العضوية لتشمل دولًا تجمع بين النمو السكاني والموارد الطبيعية.
التكتل الاقتصادي عدد الدول الناتج المحلي الإجمالي عدد السكان (بالمليارات) الأهمية الاستراتيجية
بريكس بلس 20 أكثر من 40% من الناتج العالمي حوالي 3.5 مناهضة الهيمنة الغربية، التطوير المالي
رابطة الآسيان 10 3.6 تريليون دولار 0.68 قاعدة استهلاكية ضخمة، مركز استثماري
منظمة شنغهاي للتعاون 10 مؤثرة اقتصاديًا وأمنيًا 1.5+ تحكم في ممرات استراتيجية، تنمية البنية التحتية

وفي طرف آخر من العالم، تمثل القارة الإفريقية تكتلًا صاعدًا يحمل إمكانيات هائلة، خصوصًا مع الإقبال المتزايد على توسيع التكامل الاقتصادي الإقليمي، وامتلاكها لكتلة سكانية ضخمة وموارد طبيعية وفيرة، تجعلها لاعبًا محتملًا في تعزيز منظومة التكتلات الاقتصادية الجديدة التي ترسمها دول بريكس وتحالفاتها، مما يفتح المجال لتحالفات متعددة الاتجاهات تؤسس لعالم أكثر تعددية وتوازنًا في قوة الاقتصاد العالمي.