«حقائق غامضة» طائفة الدروز أبرز المعلومات بعد أحداث السويداء في سوريا

بعد أحداث السويداء في سوريا، برزت طائفة الدروز في قلب الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث تحولت هذه الطائفة إلى محور نقاش دولي بسبب التدخلات الإسرائيلية والمحلية، مما كشف عن أبعاد جديدة للعلاقات المعقدة بين الطوائف المختلفة والدول المحيطة بهم، وأهمية طائفة الدروز في التوازن السياسي والأمني بمنطقة الشرق الأوسط.

أحداث السويداء وتأثيرها على طائفة الدروز

شهدت السويداء مواجهات دامية بين عشائر وفصائل محلية، والتي تسببت في مقتل نحو 300 شخص، مما دفع الجيش السوري للتدخل بهدف الإشراف على وقف إطلاق نار، هذا التصعيد أكد مدى هشاشة الوضع الأمني في المناطق التي يعيش فيها الدروز، وأثار قلق إسرائيل التي بررت ضربة مواقع في دمشق بحماية طائفة الدروز، ويأتي هذا التدخل في ظل تنسيق مشترك أو خلافات بين الجيش السوري وإسرائيل حول ما يجب السماح به من تحركات عسكرية، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لطائفة الدروز في جنوب سوريا.

من هم الدروز وأين يعيشون؟

طائفة الدروز هي طائفة عربية دينية تعود أصولها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ويقدر عدد الدروز حالياً بحوالي مليون شخص يعيشون بشكل أساسي في ثلاثة دول رئيسية هي سوريا ولبنان وإسرائيل، وتركيزهم الأكبر في سوريا يتوزع على محافظات السويداء وريف دمشق ودرعا قرب هضبة الجولان، ويعيش نحو 20 ألف درزي في الجولان المحتل الذي أعلنت إسرائيل ضمّه عام 1981، ويظهر اهتمام إسرائيل بطائفة الدروز خاصة في هذه المنطقة بسبب موقعهم الاستراتيجي وتمسكهم السوري ورفضهم لتقبل الجنسية الإسرائيلية، حيث يمنحون بطاقات إقامة فقط.

الدروز والعلاقة مع الحكومات الإسرائيلية والسورية

تتمتع طائفة الدروز بعلاقة معقدة مع الحكومات المحيطة بها، ففي إسرائيل يعيش حوالي 130 ألف درزي، يتميزون بالتجنيد الإجباري في الجيش منذ عام 1957، وحقق العديد منهم رتبًا عالية في الجيش وأجهزة الأمن، بينما في سوريا، وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حاول الرئيس أحمد الشرع احتواء وحماية كل الطوائف، لكنه واجه تحديات مع الدروز الذين أصروا على الحفاظ على أسلحتهم، مما أدى إلى توتر العلاقة مع الحكومة الجديدة، وتجلى هذا الخلاف خاصة في محافظة السويداء التي شهدت نزاعات مسلحة بين الفصائل الدروزية ولواء الجيش.

  • اشتداد التوتر في السويداء دفع الجيش السوري للتدخل مباشرًة، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق نار تحت إشراف الجيش.
  • إسرائيل استخدمت ذريعة حماية الدروز لشن ضربات عسكرية على مواقع استراتيجية داخل سوريا.
  • الدروز السوريون يرفضون نزع سلاح فصائلهم ودمجهم في الجيش الوطني الجديد، مما يؤثر على استقرار المنطقة.
  • في الجولان، الدروز يرفضون الجنسية الإسرائيلية ويحافظون على هويتهم السورية رغم ضم إسرائيل للمنطقة.
الخاصية الدروز في سوريا الدروز في إسرائيل
عدد السكان حوالي 700 ألف، مع تركيز في السويداء حوالي 130 ألف
الوضع السياسي يحافظون على استقلالية محدودة، توتر مع الحكومة السورية مواطنو دولة، موظفون في الجيش والخدمات الأمنية
المواقف من الجنسية يرفضون الجنسية الجديدة ويطالبون بالحفاظ على الهوية السورية يحملون الجنسية الإسرائيلية والتجنيد إلزامي
الموقع الجغرافي السويداء، ريف دمشق، درعا، الجولان السوري المحتل الكرمل، الجليل، مناطق الشمال الإسرائيلي

تُظهر هذه الحقائق كيف أن طائفة الدروز تشكل عاملًا حاسمًا في المشهد الأمني والسياسي في جنوب سوريا وإسرائيل، وتبرز التوترات الأخيرة في السويداء مدى أهمية فهم مطالب هذه الطائفة وحاجتها إلى حماية خاصة من التحولات السياسية، وهو ما يبدو أن إسرائيل تعمل عليه بضرباتها في دمشق بحجة حماية الدروز، مما يؤكد دورهم كطائفة فريدة في النطاق الجيوسياسي المعقد لمنطقة الشرق الأوسط.