«أسرار خفية» خطة حوثية لمحاصرة مأرب من الداخل بعد فشل المحاولات السابقة

ميليشيا الحوثي لم تتوقف عن محاولاتها للسيطرة على محافظة مأرب، إذ شهدت الأيام الماضية نشاطًا ملحوظًا بتوزيع مبالغ مالية وأسلحة في مناطق متعددة داخل المحافظة، محاولة منها لتكثيف نفوذها وزعزعة الاستقرار في مأرب، بعد أن فشلت في تنفيذ هجمات عسكرية مباشرة خلال الفترة السابقة.

تحركات ميليشيا الحوثي في مأرب وتأثيرها على الاستقرار

توزيع مبالغ مالية وأسلحة من قبل ميليشيا الحوثي في مناطق رغوان ومدغل يوضح رغبتها في دعم عناصر موالية وتعزيز نفوذها داخل مأرب، وهو ما ينعكس سعيًا لزرع الفوضى بين السكان والقوى المحلية، وتقويض المحاولات الحكومية للحفاظ على الأمن. هذه الخطوة ليست مفاجئة، لأنها تأتي ضمن خطة تنظيمية مدروسة بعد خسائر فادحة تكبدتها خلال المواجهات السابقة، ما دفعها إلى تغيير أساليبها واللجوء إلى استراتيجيات غير مباشرة لنسف الاستقرار.

لماذا تلجأ ميليشيا الحوثي إلى التمويل المسلح داخل مأرب؟

لا تقتصر تحركات الحوثي على التسلح فقط، بل تشمل أيضًا محاولة تجنيد أفراد جدد والدفع بهم لتنفيذ نشاطات تخريبية داخل المحافظة. هذه الخطوة تعكس إصرارها على استمرار الصراع على الرغم من الخسائر البشرية الهائلة، حيث تشير تقارير إلى مقتل أكثر من خمسين ألف مقاتل من صفوفها، وهو رقم ضخم يبرر محاولتها البحث عن تقنيات جديدة لسير حربها. قد تكون تلك الأموال الموزعة جزءًا من حوافز لجذب المقاتلين أو إسكات المعارضين بين صفوفهم، الأمر الذي يجعل من مأرب ساحة صراع معقدة تتداخل فيها مسائل الأمن والسياسة.

الاستراتيجية الجديدة لميليشيا الحوثي في مأرب

تبدو الاستراتيجية الحالية لميليشيا الحوثي في مأرب معتمدة على أعمال التخريب واختراق المجتمع بدلاً من القتال المباشر فقط، وذلك وفق مراقبين يرون أن الجماعة تحاول استغلال التوترات الداخلية ليلاً ونهارًا. توزيع الأموال والأسلحة ليس سوى خطوة واحدة ضمن خطة أوسع تهدف إلى خلق حالة من الفوضى، تمهد لانهيار جهود الاستقرار، وهو ما يتطلب يقظة من السلطات المحلية والجهات الأمنية وأجهزة المخابرات للحفاظ على وحدة المحافظة وأمنها.

  • تحديد المناطق الأكثر عرضة للاختراق وتأمينها بشكل خاص
  • مراقبة الأشخاص المشبوهين الذين يستلمون التمويل والأسلحة
  • تعزيز الوعي لدى السكان بخطر تجنيد الحوثي داخل المجتمع
  • تعزيز التنسيق الأمني بين وحدات الجيش وأجهزة الاستخبارات
البند الوضع قبل توزيع التمويل الوضع بعد توزيع التمويل
مناطق التوتر محدودة ومتحكم بها نسبيًا ارتفعت وتوسعت في رغوان ومدغل
عدد المقاتلين المؤيدين مستقر نحو الانخفاض بسبب الخسائر يُحتمل زيادة مؤقتة بسبب الدعم المالي
حالة الأمن والاستقرار هشة ولكن تحت رقابة الحكومة تراجعت مع تفشي حالات التخريب والفوضى

وجود ميليشيا الحوثي في مأرب يشكل تحديًا مستمرًا مع تحولات في أساليب المواجهة، ولهذا السبب تظل مأرب رغم معاناتها مركز اهتمام متزايد لجهود الاستقرار والعمل الأمني، ليظل النسيج الاجتماعي فيها قادرًا على الصمود أمام محاولات التفتيت والتدمير.