«ارتفاع ملحوظ» الجنيه المصري مقابل الدولار كيف تجاوز فارق السعر حسب جولة جوردان ساكس

الجنيه المصري هو محور حديث الأسواق المالية هذه الأيام بعد أن أعلن بنك جولد مان ساكس عن تراجع فارق السعر بين السعر الرسمي للجنيه وسعر السوق الموازية، ما يُعد دفعة قوية للجنيه مقابل الدولار، ويُعزز قوته أمام العملة الأمريكية، خاصة في ظل تحسن المؤشرات النقدية وتدفقات المحافظ الاستثمارية التي تدعم استقرار سعر الصرف.

كيف أثر تقليل فارق السعر على الجنيه المصري؟

تُظهر التطورات الأخيرة أن البنك الأمريكي جولد مان ساكس يُركز على اختفاء الفارق بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية، وهو ما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين في الجنيه المصري، واستقراره عند مستويات أفضل، بعيدًا عن التقلبات التي شهدتها الأيام الماضية، فالاستقرار الأخير يحمل مؤشرًا إيجابيًا لمدى قدرة البنك المركزي على ضبط سوق النقد الأجنبي، هذا بجانب توقعات تحسّن بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي التي من شأنها دعم الطلب على الجنيه المصري، ما يجعل فرص ارتفاع قيمته أكبر خلال الفترة القادمة.

العوامل الأساسية التي تلعب دورًا في دعم الجنيه المصري

تشير تقارير بنك جولد مان ساكس إلى أن هناك عوامل جوهرية تسهم في تعزيز الجنيه المصري ومنها تحسن الاحتياطيات الأجنبية التي زادت بشكل ملحوظ، وتحول صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي إلى فائض في مايو مقارنة بالوضع السابق، وهذا يؤكد تحسن المؤشرات الاقتصادية والمالية. بالإضافة إلى أن التوقعات المستقرة لسعر الصرف تساعد على تفادي تقلبات حادة، مما يزيد من جاذبية الجنيه ويُعطيه دفعة قوية أمام الدولار، حيث يُعتبر الجنيه من العملات الأكثر تقويمًا بأقل من قيمتها العادلة، وهو ما يوفر فرصة استثمارية كبيرة تستثمرها المؤسسات المالية العالمية.

توصيات بنك جولد مان ساكس بخصوص الجنيه المصري مقابل الدولار

استنادًا إلى التحليل المتعمق لتقلبات سعر الصرف، أوصى بنك جولد مان ساكس بالدخول في مركز بيع الدولار مقابل الجنيه المصري «Short USD/EGP»، وذلك بهدف تحقيق عائد يصل إلى 5% مع ضبط حد خسارة لا يتجاوز 2.5%، مما يدل على ثقة البنك الأمريكية بتعافي الجنيه المصري وارتفاعه أمام الدولار. من جهة أخرى، يمكن للمستثمرين مراقبة هذه الحركة عبر تنظيم متطلبات محددة للاستفادة من هذه الفرصة، كما توضح القائمة التالية شروط الدخول في هذا المركز:

• تقييم نسبة المخاطر بناءً على تقلبات السوق اليومية.
• متابعة تحديثات بنك جولد مان ساكس بخصوص سعر الصرف.
• تعزيز التدفقات النقدية لضمان السيولة الكافية.
• ضبط حد الخسارة بدقة لتقليل المخاطر المالية.
• استخدام وسائل التحوط المناسبة مثل العقود المستقبلية أو الخيارات.

زيادة الطلب على الجنيه المصري تأتي نتيجة لعدة أسباب مؤثرة بحسب بنك جولد مان ساكس، أهمها انخفاض الفارق بين السعرين الرسمي والسوقي وارتفاع الاحتياطات الأجنبية، في ظل نموذج التقييم الذي يرى الجنيه مقوّمًا بأقل من قيمته بنسبة تقارب 30%، ما يجعل من استثماره خيارًا واعدًا، خاصة مع استمرار تحسن المؤشرات المالية المحلية والإقليمية التي تُعزز من الثقة به.

يكمن سر قوة الجنيه المصري في الاستقرار الذي يُقدمه الاقتصاد المصري حاليًا، والقدرة على امتصاص الصدمات الجيوسياسية والاقتصادية، فالسياسات النقدية الحكيمة والتدفقات الاستثمارية المستمرة تُوفر قاعدة قوية تدعم سعر الجنيه وتتجنب التقلبات الحادة، وهو ما يبشر بمزيد من التحسن في مواجهة الدولار خلال الأشهر القادمة مع استمرار البنك المركزي في سياسته الدقيقة لموازنة السوق.