«تغير مذهل» حزمة الحوافز لتحويل مصر ثالث أكبر منتج للحرير عالمياً

الحرير الطبيعي في مصر يفتح آفاقًا جديدة لتصبح الدولة ثالث أكبر منتج للحرير في العالم، وهذا الهدف الطموح يتطلب دعمًا شاملًا، خاصة في تقديم حوافز مالية وضريبية للشباب والمشروعات الصغيرة التي تمثل العمود الفقري لهذه الصناعة، إذ إن للحوافز دورًا أساسيًا في تحفيز الإنتاج وتعزيز التنافسية، بالإضافة إلى بناء سلسلة إنتاج متكاملة تبدأ من زراعة أشجار التوت وحتى تصدير المنتج النهائي.

كيف تسهم حزمة الحوافز في تطور صناعة الحرير الطبيعي في مصر

يعد تقديم الحوافز الضريبية والمالية من أهم الخطوات التي ستجعل من صناعة الحرير الطبيعي فرصة استثمارية حقيقية في مصر، فدعم الدولة عبر تخفيض الضرائب وتقديم تمويل ميسر يمكن أن يشجع الشباب على الدخول في هذه الصناعة، التي تعتمد حتى الآن بشكل كبير على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، حيث أن مثل هذه الحوافز تساعد على توفير بيئة عمل جاذبة وتقلل من مخاطر الاستثمار، وبذلك تزداد فرص إنشاء مراكزلإنتاج الحرير في كافة المحافظات.

مشروعات الحرير الطبيعي ومراكز الإنتاج في المحافظات

تتضمن خطة الدولة إنشاء مراكزلإنتاج الحرير في مختلف المحافظات، مع التركيز على مشروع “واحة الحرير” في الوادي الجديد الذي يُعد أكبر مزرعة لإنتاج الحرير الطبيعي في الشرق الأوسط، وهو مشروع صناعي وسكني متكامل يعتمد على زراعة أشجار التوت الهندي، التي تشكل الغذاء الرئيسي لدودة القز. نجاح هذه المشروعات يعتمد بشكل كبير على الحوافز المقدمة لتحفيز المشاركين في الصناعة، الذين غالبًا ما يواجهون تحديات مالية وتقنية.

مميزات صناعة الحرير وكيفية رفع إنتاج مصر إلى المراتب الأولى عالميًا

تتميز صناعة الحرير الطبيعي بأنها كثيفة العمالة ولا تحتاج إلى رأس مال ضخم، وتحقق عوائد سريعة خلال فترة لم تتجاوز 34 يومًا، بالإضافة إلى أنها تنتج منتجًا عالي القيمة ويعتبر مادة خام للعديد من الصناعات الأخرى، مما يجعل الاستثمار فيها ذا فائدة مزدوجة. إليك بعض الخطوات الأساسية لنجاح صناعة الحرير:

  • توفير حوافز ضريبية ومالية للشباب والمشروعات الصغيرة
  • تطوير مراكزلإنتاج وتدريب العاملين على أحدث أساليب التربية والتصنيع
  • تشجيع زراعة أشجار التوت بشكل مكثف لتأمين الغذاء الأمثل لدودة القز
  • زيادة الوعي بأهمية الحرير الطبيعي وجودته مقارنة بالحرير الصناعي

ولكي نوضح مؤشرات الإنتاج الحالية والمحتملة، إليك جدول يوضح مقارنة إنتاج مصر مع الصين والهند:

الدولة إنتاج الحرير الطبيعي (طن/سنة) المركز العالمي
الصين 220,000 الأول
الهند 30,000 الثاني
مصر (مستهدف 2030) 350 الثالث

صناعة الحرير الطبيعي في مصر بحاجة إلى استعادة مجدها السابق كما كان في عهد محمد علي، حينما شهدت مصر طفرة في زراعة التوت وإنتاج الحرير، لكن مع تفتت الملكية الزراعية وتراجع الدعم انخفض الإنتاج إلى 1.5 طن سنويًا، وهو رقم ضئيل للغاية مقارنة بالحاجة وطموح الدولة، لذا فإن الحوافز الضريبية والمالية المنتظرة قد تخلق نقلة نوعية، وتنسجم مع التوجيهات الرئاسية التي تشجع توطين صناعة الحرير بعد انسحاب الصين من تصدير الحرير الخام، مما يفتح الباب أمام مصر لتصبح لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية.

الحرير الطبيعي مختلف تمامًا عن الحرير الصناعي إذ يتميز بالمتانة والقدرة على امتصاص الرطوبة وحفظ لون ولمعان الأقمشة على المدى البعيد، لذلك فزيادة إنتاج الحرير الطبيعي في مصر لا تعني فقط تحسين الاقتصاد، وإنما كذلك الحفاظ على التراث والحرف اليدوية التي تحتاج دعمًا مستمرًا. تحقيق 20% من احتياجات السوق العالمية يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية وتقديم تسهيلات حقيقية، خاصة أن معظم العاملين في المجال من الشباب والنساء المعيلات اللاتي يبحثن عن فرص تمكين اقتصادي.

في ظل الحوافز والتحفيز المالي، ستكون صناعة الحرير الطبيعي في مصر قادرة على خلق آلاف فرص العمل، وتقليل الاستيراد، مع تعزيز قدرات التصدير، وهذا ما سينعكس إيجابًا على مستويات المعيشة والتنمية المستدامة، لتعود مصر إلى مكانتها التي تستحقها في هذا القطاع الحيوي.