كارثة صحية في زيمبابوي مع عودة الملاريا وانتشارها الكبير.. ما حجم الخسائر؟

العودة الحادة لانتشار الملاريا في زيمبابوي بعد انسحاب التمويل الأمريكي يمثل تهديدًا صحيًا خطيرًا للمئات، نتيجة توقف المساعدات التي كانت تدعم برامج مكافحة المرض في البلاد، فقد شهدت زيمبابوي زيادة غير مسبوقة في حالات الملاريا خلال 2025، مع تسجيل ما يزيد على 115 تفشيًا مقارنة بتفشٍ واحد فقط في العام السابق، مما يشير إلى عودة وانتشار سريع للمرض بعد توقف الدعم الأمريكي.

تصاعد معدلات الإصابة والوفاة بسبب الملاريا في زيمبابوي بعد انسحاب التمويل الأمريكي

شهدت زيمبابوي ارتفاعًا هائلًا في أعداد الإصابة بالملاريا بنسبة 180% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 مقارنةً بالعام السابق، كما ارتفعت الوفيات بنسبة 218%، حيث سجلت الدولة حتى نهاية يونيو أكثر من 119,600 حالة إصابة و334 حالة وفاة بسبب المرض، مع توقعات بزيادة تلك الأرقام بسبب نقص التمويل والدعم الفني. هذا التدهور يأتي نتيجة مباشرة لانسحاب التمويل الأمريكي الذي كان يدعم برامج مكافحة الملاريا، الأمر الذي أدى إلى تعطل حملات الوقاية والعلاج التي تمثل العمود الفقري في الحد من المرض.

نقص حاد في وسائل الوقاية من الملاريا يفاقم الأزمة الصحية في زيمبابوي

أدى توقف التمويل الأمريكي إلى تعثر توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، وهي الوسيلة الأساسية للوقاية من الملاريا، مما عرض مئات الآلاف من المواطنين، خاصة النساء الحوامل والأطفال، لخطر الإصابة بالمرض؛ وبالرغم من جهود وزارة الصحة في توزيع 1.6 مليون ناموسية، إلا أن العجز المالي تسبب في نقص 600,000 ناموسية ضرورية لمنع انتشار المرض. هذا النقص يشكل تهديدًا مباشرًا لما تحقق خلال السنوات الماضية، حيث أن عدم توفر هذه الوسائل الوقائية يفاقم معدلات الإصابة ويعيق السيطرة على تفشي الملاريا.

التهديد بخسارة إنجازات مكافحة الملاريا ودعوات لحلول وتمويل محلي مستدام

حذر رئيس مجموعة العمل المجتمعي للصحة، إيتاي روسيكي، من أن العجز المالي الحالي يعرض جهود مكافحة الملاريا التي استمرت لعشرين عامًا لخطر الانهيار، مؤكدًا أن نقص التمويل لا يقتصر على شراء الناموسيات فقط، بل يشمل نقص الأدوية الوقائية وأدوات الفحص والعلاج، مما يجعل الفئات الأكثر ضعفًا، كالأطفال تحت سن الخامسة والنساء الحوامل، في موقف خطر للغاية. في هذا السياق، دعا وزير الصحة السابق هنري مادزوريرا إلى تفعيل التمويل المحلي وتعزيز الاعتماد على موارد الدولة من خلال استخدام الضرائب المخصصة للقطاع الصحي لسد الفجوة المالية؛ فيما أشار نائب وزير الصحة سليمان كويديني إلى تحمل الحكومة مسؤولية شراء الناموسيات والمستلزمات الوقائية، والتزامها بخطة الاتحاد الإفريقي للقضاء على الملاريا بحلول عام 2030.

  • بطالان وقف التمويل الأمريكي تسبب في تعطل برامج الوقاية والعلاج
  • ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بشكل كبير خلال 2025
  • نقص الناموسيات والأدوية الوقائية يعرض السكان للخطر
  • دعوات لتعزيز التمويل المحلي والحد من الاعتماد الخارجي
  • تجربة برنامج “زنتو” الناجح وتعطيله أثر سلبًا على السيطرة على الملاريا
السنة عدد إصابات الملاريا
2020 145,775
2024 8,035
2025 27,212

كان برنامج “زنتو” لمراقبة الحشرات في محافظة مانيكالاند قد حقق نجاحًا كبيرًا في تقليل إصابات الملاريا من 145,775 في 2020 إلى 8,035 فقط في 2024، لكن التوقف المفاجئ في التمويل أدى إلى عودة الحمى القاتلة بقوة في 2025، حيث أصيب 27,212 شخصًا، مما يعرض الخطة الوطنية للقضاء على المرض للخطر. وأكد مدير معهد الملاريا بجامعة إفريقيا، البروفيسور سونجانو مهاراكوروا، أن الأمطار الغزيرة التي سقطت هذا العام ساعدت على توفير بيئة ملائمة لتكاثر البعوض، مما فاقم من الأزمة الحالية.

تحذيرات مهاراكوروا تؤكد أن عودة التمويل العاجل أو إيجاد بدائل محلية فعالة باتا ضرورة ملحة، وإلا فإن أزمة الملاريا قد تتحول إلى كارثة صحية كبرى تهدد حياة آلاف الزيمبابويين، مما يسلط الضوء على هشاشة النظام الصحي في البلاد وفي العديد من الدول الإفريقية التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية، ويدفع بمستقبل الأمن الصحي في القارة إلى حافة الخطر.