زيارة مستشار ترامب إلى طرابلس وبنغازي وسط خلافات جديدة بين مرشحي رئاسة الحكومة الليبية ودعم مالي مقبل للمواطنين.. ما التفاصيل؟

ليبيا تواجه تحديات سياسية وأمنية واقتصادية مكثفة وسط زيارة مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس، الذي يصل الأربعاء المقبل إلى ليبيا للاجتماع مع أبرز المسؤولين الليبيين في مدينتي طرابلس وبنغازي، لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.

زيارة مسعد بولس تبرز أهمية الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا

يصل مسعد بولس إلى ليبيا في زيارة رسمية تشمل العاصمتين طرابلس وبنغازي، لإجراء لقاءات مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، وكذلك محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى، وسط تصاعد الاهتمام الدولي بمسار استقرار البلاد. تأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات الداخلية، إذ يرفض محمد تكالة، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، الإجراءات التي قام بها خالد المشري بلقاء عدد من المترشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، معتبرًا أن هذه الخطوات غير قانونية ولا ترتكز على أي أسس دستورية. وأشار تكالة إلى أهمية اعتماد ملفات الترشيح عبر جلسة عامة قانونية تحت إشراف رئاسة المجلس وبحضور النصاب القانوني، مؤكدًا أن أي إجراءات أو لقاءات تخرج عن هذا الإجراء لا تحمل أي أثر قانوني.

تصاعد التحشيدات العسكرية وأزمة الدعم المالي للمواطن في ليبيا

تشهد العاصمة طرابلس مؤخرًا تصاعدًا خطيرًا في التحشيدات العسكرية، مع انتشار آليات ثقيلة في مناطق استراتيجية مثل طريق المطار وعين زارة وصلاح الدين، ما يثير مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة بين الفصائل المتناحرة، وسط انقسام سياسي وأمني مستمر يُضعف فرص الهدنة الهشة الحالية. وتربط التحليلات الأمنية بين هذه التطورات وما جرى خلال معارك مايو الماضي، وسعي الفصائل لاستهداف جهاز الردع، مستغلين اندلاع الغضب إثر اغتيال عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”. في سياق متصل، ينتقد الخبير الاقتصادي عبدالرحيم الشيباني مقترح صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن المحروقات وتقديم دفعات مالية على المواطنين بمقدار 217 دينارًا شهريًا، مؤكدًا أن هذا الدعم لا يُلبي الاحتياجات الحقيقية، إذ إن الوقود يُستخدم ليس فقط في المواصلات بل لمحطات الكهرباء أيضًا، ويؤكد أن أصل المشكلة يكمن في ضعف قيمة الدينار الليبي، ما يُشجع عمليات التهريب ويعزز فروقات العملة التي يستغلها المهربون. ويضيف أن خطة صندوق النقد يمكن الاسترشاد بها لكن المشكلات الاقتصادية في ليبيا ترتبط أساسًا بالفساد والنهب، مع نقص في الشفافية ببيانات مصرف ليبيا المركزي التي لا تشمل كل أوجه الإنفاق والدخل.

مقترح استضافة الحكومة الليبية الجديدة في سرت وإعفاءات سفر ليبيين لأمريكا

في مسعى جديد لاستكمال تشكيل السلطة التنفيذية، أعلن عضو مجلس النواب عبدالمنعم العرفي استئناف جهود تشكيل حكومة جديدة بدعم أممي بعد لقاء جمع بين رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، مشيرًا إلى أن مقر الحكومة الجديدة سيكون في مدينة سرت، مستبعدًا استمرار العاصمة طرابلس كمقر للحكومة بسبب سيطرة ميليشيات وعصابات إجرامية على العاصمة، ما يعوق نجاح توحيد السلطة التنفيذية ويضعف الفاعلية الأمنية. وفيما يتعلق بالسفر، كشفت السفارة الأمريكية في ليبيا عن قائمة بأسماء الليبيين الذين حصلوا على إعفاء من قائمة حظر السفر الأميركية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب في 4 يونيو الماضي، والتي طالت 12 دولة منها ليبيا، بسبب اعتبارات أمنية. وتشمل فئات الإعفاء:

• تأشيرات الهجرة للأقارب المباشرين مثل الأزواج والأطفال وأولياء الأمور للمواطنين الأمريكيين
• المواطنون الحاصلون على جنسية مزدوجة بجوازات لا تخضع للحظر
• تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs) لموظفي الحكومة الأمريكية السابقين من تلك الدول
• المشاركون في بعض الفعاليات الرياضية الكبرى
• المقيمون الدائمون الشرعيون في الولايات المتحدة

كما يتمتع وزير الخارجية أو نائب عنه، أو النائب العام بتقدير الاستثناء لمن يخدم سفره المصالح الوطنية الأميركية.

تُبرز هذه المستجدات حجم التحديات التي تمر بها ليبيا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، مع تحركات دبلوماسية دولية وتسريعات محلية في تشكيل الحكومة الجديدة، وسط حذر من تصاعد الصراعات المسلحة في طرابلس وتأثيرها على الاستقرار العام في البلاد