أستاذة الفقه المقارن في الأزهر تكشف أبعاد النشوز بين الزوجين وتأثيره على العلاقة الزوجية

النشوز قد يكون في الرجل وليس المرأة فقط، وهو مفهوم له جذور عميقة في الفقه الإسلامي وتناولته آيات القرآن الكريم، حيث أوضحت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الدكتورة سعاد صالح، أن النشوز ليس عيباً يقتصر على المرأة فقط كما يظن الكثيرون، بل يمكن أن يظهر أيضا لدى الرجل، ويقتضي التعامل الحكيم والرحمة وفقاً لتعليمات الشريعة.

النشوز بين الرجل والمرأة في ضوء القرآن الكريم

تشير الدكتورة سعاد صالح إلى أن القرآن الكريم يؤكد أن النشوز ليس خصيصاً بالمرأة، بل قد يحدث للرجل أيضاً، ما يستوجب تفهم الظاهرة بطريقة دقيقة وعادلة. ففي سورة النساء جاء قول الله تعالى: «إِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا»، ويعرض هذا النص كيفية التعامل مع النشوز أما إذا كان من الرجل، حيث يبرز دور الإصلاح والتفاهم بين الزوجين بشكل أساسي. هذا التشريع الإلهي يوضح أن النشوز يتطلب التعامل بروح إنسانية تحفظ الحقوق وتديم المحبة بين الطرفين.

تفسير إعراض الزوج في سياق النشوز وعلاقته بمعاملة الزوجة

توضح الدكتورة سعاد صالح أن كلمة «إعراض» تعني في سياق النشوز عدم الاهتمام والرعاية الكافية من طرف الزوج تجاه زوجته، وهو ما يعبر عن إهمال للواجبات الإنسانية والشرعية الملقاة على عاتقه. وتعتبر هذه الإشارة بالغة الأهمية لفهم أن النشوز يمكن أن يكون سلوكاً موجهاً من الرجل، وقد يؤثر سلباً على استقرار العلاقة الزوجية، ما يحتم ضرورة أن يكون هناك وعي مشترك للحفاظ على كيان الأسرة. التعامل الصحيح مع هذا الجانب يتطلب حسن الظن والتواصل بين الزوجين، مع إيلاء اهتمام خاص لحقوق كل منهما.

آليات علاج النشوز في العلاقات الزوجية حسب الفقه المقارن

في إطار حديثها عن النشوز الذي قد يكون في الرجل أو المرأة، تشير الدكتورة سعاد صالح إلى أن الشريعة الإسلامية تقدم حلولاً ووسائل علاجية للحد من هذه الظاهرة، تعتمد على مبدأ الإصلاح بين الزوجين. ومن أهم هذه الآليات:

• التواصل المفتوح والصريح بين الزوجين لفهم أسباب النشوز والعمل على إزالة مسبباته
• الاحترام المتبادل والحفاظ على الإنسانية التي بين الزوجين
• الاستعانة بالمشورة الشرعية والقبلية للحكم والصلح عند تعذر الحلول الشخصية

هذه الخطوات تساعد على تجديد العلاقة الزوجية وتثبيت دعائمها، كما تعزز من استقرار الأسر وتحافظ على حقوق الطرفين بصورة عادلة.

النشوز ليس مجرد ظاهرة ترتبط بالمرأة فقط، بل هو مسألة تتطلب نظرة شرعية شاملة تشمل الرجل أيضاً، ويجب أن تستند إلى فهم دقيق لنصوص القرآن الكريم وتعاليم الفقه المقارن، لتوفير بيئة زواج سليمة تُحترم فيها حقوق كلا الزوجين ويتم فيها العمل على الإصلاح والتفاهم المستمر. الحفاظ على كرامة كل طرف، وتعزيز مشاعر الحب والرحمة، هو العامل الأساسي لاستقرار الحياة الزوجية ومواجهة تحديات النشوز بمواقف إيجابية تدعم العلاقة الأسرية.